في دائرة طرابلس–والمنية–الضنية رشح التيار الوطني الحر طوني ماروني عن المقعد الماروني ومحمد زريقة عن المقعد السني في المنية، ورشّح حزب الكتائب كلاً من ميشال الخوري وميشال كبّة، كما رشّحت القوات اللبنانية ايلي خوري. غير أن ترشيحات الأحزاب المسيحية هذه، لا تزال من دون أفق إنتخابي، ومن دون لوائح لديها القدرة على المنافسة والحصول على حصة من المقاعد الـ١١ الموزعة بين ٨ في طرابلس، مقعدين في الضنية ومقعد واحد في المنية. وتشير المعطيات الى إحتمال بقائهم خارج هذه المنافسة، لهذه الأسباب:
صحيح أن عدد اللوائح في دائرة الشمال الثانية قد يتخطى العشرة، وصحيح أيضاً أنها لوائح بغالبيتها مكتملة أو شبه مكتملة، لكن اللوائح القادرة بقوة أصواتها على حجز مقاعد لها على لائحة الفائزين، لن يتخطى الأربعة: لائحة تيار المستقبل التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري، لائحة رئيس الحكومة السابق نحيب ميقاتي التي أعلنت أول من أمس، لائحة اللواء أشرف ريفي التي سيعلنها السادسة مساء الأربعاء من فندق "الكواليتي إن"، ولائحة تحالف الوزير السابق فيصل كرامي مع تيار المرده والنائب السابق جهاد الصمد والأحباش المعروفة بلائحة قوى الثامن من آذار. وفيما أعلنت لائحتا المستقبل وميقاتي من دون أن تضمّا أياً من مرشحي الأحزاب المسيحيّة الثلاثة، تجزم مصادر طرابلسية مطلعة أن لائحة ريفي لن تضم على متنها مرشحاً قواتياً أو كتائبياً، وهي بطبيعة الحال لن تتحالف مع التيار الوطني الحر بسبب الخلاف السياسي القائم بين التيار ووزير العدل السابق. تبقى لائحة الثامن من آذار التي تكشف المعلومات أن عرابها الوزير فيصل كرامي، يرفض ضم مرشح التيار الى لائحته مراعاةً لحليفه النائب سليمان فرنجية، ومن الطبيعي جداً أن يكون كرامي رافضاً أيضاً لضم مرشح القوات اليها، كيف لا، وهو الذي لا يوفر فرصةً سياسية إلا ويذكر فيها رئيس القوات سمير جعجع بأنه محكوم بتهمة قتل رئيس حكومة لبنان الراحل رشيد كرامي. أما بالنسبة الى مرشح الكتائب "فالإتصالات بين قيادته وريفي شبه مقطوعة" يقول متابعون لسير المفاوضات، "كما أن قوة الكتائب التجييرية في الدائرة غير موثرة أساساً".
أمام هذا الواقع، يمكن القول إن مرشحي الأحزاب المسيحية في طرابلس المنية والضنية ليسوا سوى لزوم ما لا يلزم، لأنهم حتى ولو في اللحظات الأخيرة تحالفوا والتحقوا بلائحة النائب السابق مصباح الأحدب أو بلائحتي المجتمع المدني (لائحة الدكتور جمال بدوي، ولائحة تحالف وطني) وهو أمر مستحيل نظراً الى رفض الطرفين لهذا التحالف، فهي، أي هذه اللوائح، "لن تتمكن في نهاية المطاف من الحصول على مقعد واحد لأنها لن تؤمن الحاصل الإنتخابي" يقول خبير إحصائي بارز.