تضيق مُهَل تشكيل اللوائح بين المرشّحين للإنتخابات النيابية في 6 أيار المقبل، قبل أسبوع من إقفال باب الانضمام إلى لوائح، وإلا يُعتبر الترشيح الفردي لاغياً، وفقاً لما نصَّ عليه قانون الإنتخابات النيابية الجديد..
وتنتهي مهلة العودة عن الترشيح منتصف ليل غدٍ (الأربعاء)، حيث لا تتم بعدها إعادة رسم الترشّح البالغ (8 ملايين ليرة لبنانية)، الذي أودعه المرشّح صندوق خزينة الدولة اللبنانية، وفي حال إعلان المرشّح انسحابه بعد منتصف ليل الغد، لا يُعتد بالإنسحاب من العملية الإنتخابية..
في دوائر الجنوب الثلاث، لم تُسجّل رسمياً حتى حينه، إلا لائحتان:
- الأولى: في دائرة الجنوب الثانية (قضاء صيدا (الزهراني) - صور)، وتضم (7 مرشّحين) برئاسة الرئيس نبيه بري، تحت إسم "لائحة الأمل والوفاء".
- الثانية: في دائرة الجنوب الثالثة، التي تتألّف من أقضية: (النبطية - بنت جبيل - مرجعيون - حاصبيا)، وتضم (11 مرشّحاً) برئاسة النائب محمد رعد.
أما في دائرة الجنوب الأولى، التي تضم دائرة صيدا - قضاء جزين، فلم يتم تسجيل أي لائحة بعد، وأيضاً لم يُعلن رسمياً عن تشكيل أي منها.
ومردُّ ذلك يعود إلى تريّث بعض المرشّحين بإعلان تشكيل اللوائح، لمعرفة كيف ستكون عليه اللوائح المنافسة، لأنّه عند تسجيل اللائحة، لا يمكن التعديل في أسماء أعضائها المرشّحين، وما زال هناك أقل من أسبوع لتسجيل اللوائح، الذي ينتهي منتصف ليل الإثنين (26 آذار الجاري).
وفي هذه الدائرة تقدّم (27 مرشّحاً) بطلبات ترشيحهم: (10) صيدا و(17) جزين، حيث يُتوقّع ألا يقل عدد اللوائح عن 4 رئيسية تتنافس في ما بينها، وبعضها غير مكتمل بـ(5 مرشّحين)، بل (4) أو (3)، كما نص على ذلك قانون الانتخاب، ومن صيدا وجزين، ودون تحديد التوزيع الطائفي.
وخشية التطوّرات والتقلّبات اتخذت القوى الرئيسية في هذه الدائرة احتياطاتها، بترشيح ما يضمن لها تشكيل لائحة من صيدا وجزين، حتى لا تقع تحت مقصلة الابتزاز السياسي، في ظل "وهم" الأرقام، الذي يعيشه بعض المرشّحين، بالمبالغة بالأصوات التي يمكن نيلها خلال الاقتراع.
ونشطت خلال الساعات الماضية الاتصالات لبلورة صورة التحالفات النهائية، حيث تعدّدت وسائلها، وباجتماعات عبر وسطاء، أو ثنائية، أو موسّعة أو عبر الاتصالات الهاتفية.
تخبّط "الوطني الحر"
وقد عانى "التيار الوطني الحر" من المبالغة بعدد الأصوات التي يمكن أن ينالها في الانتخابات المقبلة في قضاء جزين، مستنداً إلى إحصاءات تبيّن بعد إعادة إجرائها من قِبل فريق متخصّص، عدم دقتها، ومنها إعادة حساباته بألا يقتصر الترشيح على النائبين المارونيين أمل أبو زيد وزياد أسود، وهو ما كان قد عبّر عنه منسّق هيئة الإنتخابات في "التيار" نسيب حاتم، بالتركيز على المرشّحين المارونيين، والطلب من جاد صوايا عدم الترشّح للمقعد الكاثوليكي "لأنه يأكل من صحن المرشحين المارونيين أبو زيد وأسود"!.
ودرجت العادة بأنْ تكون الترشيحات موازية للمقاعد أو أقل منها، لكن التخبّط داخل "التيار البرتقالي" وعدم الحسم، بدا واضحاً عندما أعلن نائب رئيسه للشؤون الإدارية رومل صابر أسماء مرشّحي "التيار" الملتزمين للإنتخابات النيابية بترشيح 5 حزبيين في هذه الدائرة، وهو مطابق لعدد المقاعد النيابية فيها، لكن المفاجأة كانت بأنّه رشّح إلى أبو زيد وأسود (عن المقعدين المارونيين في جزين)، وعبدالله البعاصيري (عن أحد المقعدين السنيين في صيدا)، ومرشّحين لمقعد كاثوليكي وحيد، وهما: جاد صوايا وسليم خوري.
ويعبّر ترشيح حزبيين لمقعد كاثوليكي وحيد، عن المأزق الذي يعيشه "التيار"، حيث ترك المجال أمام رئيسه الوزير جبران باسيل، للاختيار وفقاً للإحصاءات التي كلّف بإجرائها أحد مراكز الدراسات، وأنجزها وسلّم تقريره إلى رئيس "التيار"، الذي من المتوقّع أنْ يعلن عنه قريباً، حيث يرجّح أنْ يكون المرشّحون الحزبيون، هم: النائبان أبو زيد وأسود وجاد صوايا.
وهناك مَنْ غمز من أنّ دوافع إعلان مرشّحين لمقعد واحد هو لقطع الطريق أمام مَنْ لا يتم اختياره، المساهمة في تشكيل لائحة، أو التموضع في مكان آخر، ما ينعكس سلباً على "التيار البرتقالي" ويفقده أصواتاً انتخابية هو بأمس الحاجة إليها.
هذا وتكثّفت الاتصالات على أكثر من صعيد، لبلورة الصيغ النهائية لتشكيل اللوائح، حيث شهدت الساعات الماضية سلسلة من اللقاءات والاتصالات بهدف وضع اللمسات الأخيرة على تظهير اللوائح.
وبات واضحاً افتراق "تيار المستقبل" عن "الوطني الحر" الذي يتمسّك بترشيح المسيحيين الثلاثة، والذي ينتظر حسم الوزير باسيل لإسم الكاثوليكي، وأي صيغ سيتم التحالف بها في دائرة صيدا - جزين، خاصة أنّ هناك أكثر من دائرة انتخابية يتواجد فيها مرشّحو "الوطني الحر" ولهم تأثيرهم في هذه الدائرة.
وعقدت خلال الساعات الماضية، سلسلة من الاجتماعات بين ممثلين عن "الوطني الحر" مع مرشّح "الجماعة الإسلامية" في صيدا مسؤولها السياسي في الجنوب الدكتور بسام حمود ورئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، كلاً على حدة.
وعلمت "اللـواء" أن التحالف قد أنجز بين "الوطني الحر" و"الجماعة" في دائرة صيدا – جزين، وسينسحب على دوائر أخرى، ومنها في إقليم الخروب، حيث يرشح "الوطني الحر" وزير البيئة طارق الخطيب و"الجماعة" المهندس سلام سعد (عن المقعدين السنيين في دائرة الشوف - عاليه)، على أن تمنح "الجماعة" أصواتها لصالح مرشحي "الوطني الحر" في أماكن تواجدهم، حيث لا مرشحين لها، خاصة في دائرة الجنوب الثالثة، التي تتألّف من أقضية: (النبطية - بنت جبيل - مرجعيون - حاصبيا) و دائرة زحلة، ودوائر أخرى.
أما على صعيد التحالف بين "التيار البرتقالي" والبزري، فقد أصبح في مراحله الأخيرة، بعد اللقاء الذي عقد منذ أيام عدة بينهما في دارة البزري في صيدا، حيث ضم وفد "الوطني الحر": منسّق أقضية الجنوب في التيار ماهر باسيلا، والنائبين أبو زيد وأسود، واستمر حتى ساعة متقدّمة من الليل.
وأمس عقد لقاء بينهما في بيروت، أفضى إلى وضع اللمسات الأخيرة قبل إعلان التحالف.
وبذلك يمكن أنْ يتم تأمين حاصل انتخابي بما يضمن دخول مرشّحين السباق، في ضوء الصوت التفضيلي، أحدهما ماروني في جزين!
التحالف بين الحسم والتريث
أما "تيار المستقبل"، فينطلق من ثابتين أساسيين، وهما خوض الإستحقاق الإنتخابي بلائحة نواتها الرئيسية النائب بهية الحريري والمحامي حسن شمس الدين (عن المقعدين السنيين في صيدا) وترشيح كاثوليكي في قضاء جزين، وتبدو الأرجحية لكفّة الدكتور روبير خوري، وإذا استمر بخوض المعركة بلائحة مستقلة، فستضم اللائحة أيضاً رئيس "جمعية المعارض" إيلي رزق (عن أحد المقعدين المارونيين).
والثابت أنّ التحالف راسخ بين أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد القادر البساط (عن المقعدين السنيين في صيدا) وإبراهيم عازار (عن أحد المقعدين المارونيين في قضاء جزين) بانتظار حسم المرشّح الكاثوليكي الذي ستضمه اللائحة، وهو بين إسمَيْ جوزيف متري ويوسف حنا بشارة السكاف، حيث يتوقع أنْ يتم بلورة الصيغة النهائية لذلك، في ضوء الاجتماع الذي سيعقد اليوم (الثلاثاء) بين سعد وعازار، قبل تشكيل اللائحة والإعلان عتها.
مرشّحون يترقّبون
وبانتظار اتضاح الصورة، هناك عدد من المرشّحين يترقّبون حسم قراراتهم، خاصة بعدما كان قد تردّد سابقاً بأنّهم سيكونون بلائحة تحالفية مع الدكتور البزري و"الجماعة الإسلامية"، وفي طليعتهم: قائد الدرك السابق العميد المتقاعد صلاح جبران وأمين إدمون رزق (عن المقعدين المارونيين في جزين).
كما برز تحرّك لمرشّحي "حزب الكتائب" جوزاف نهرا (عن أحد المقعدين المارونيين في جزين) وريمون نمور (عن المقعد الكاثوليكي في جزّين)، وهما يحتاجان إلى تحالف صيداوي لإكمال عقد اللائحة.
في المقابل، فإنّ مرشّح "القوّات اللبنانية" (عن المقعد الكاثوليكي في قضاء جزين) المهندس عجاج جرجي حداد يتابع اتصالاته مع عضو مجلس بلدية الهلالية سمير البزري المرشّح (عن أحد المقعدين السنيين في صيدا) لبحث إمكانية تشكيل لائحة.
ويترقّب عدد من المرشّحين ما ستؤول إليه الاتصالات بشأن تشكيل اللوائح، لاتخاذ القرار المناسب، حيث يُتوقّع أنْ تشهد الساعات المقبلة سلسلة من المفاجآت في ضوء تكثيف الات