علمت "النشرة" من مصادر موثوقة، ان اتفاقا انتخابيا بين "التيار الوطني الحر" و"الجماعة الاسلامية" والدكتور عبد الرحمن البزري في دائرة "صيدا –جزين" الانتخابية، قطع شوطا متقدما وبات في مراحله الأخيرة تمهيدا لاعلانه رسمياقبل انتهاء مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والبلديات في 26 اذار الجاري، وذلك بعد سلسلة لقاءات ثنائية عقدت في صيدا خلال الاسابيع الماضيةوشارك في بعضها منسّق أقضية الجنوب في التيار ماهر باسيلا.
وأوضحت المصادر، ان تطورين بارزين دلاّ بوضوح على هذا الاتفاق الانتخابي، الاول اللقاء الذي عقد بين رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل والدكتور البزري وتناول إضافة الى التحالف الانتخابي في دائرة صيدا–جزين، مستقبل العلاقات المشتركة بينهما، بعد تشريح الواقع ميدانيا ووضع آلية لتطوير التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة المنطقة.
والثاني اللقاء الذي جمع باسيل مع الأمين العام لـ"الجماعة الاسلامية" في لبنان عزام الايوبي ونائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة" الدكتور بسام حمود (المرشح عن احد المقعدين السنيين في صيدا) في مركز التيار في بيروت حيث جرى وضع اللمسات الأخيرة على التحالف في الدائرتين الانتخابيتين في "صيدا –جزين وعكار"، على أن يستكمل البحث في بعض الدوائر الأخرى مثل الجنوب الثالثة (النبطية-بنت جبيل-مرجعيون-حاصبيا) وإقليم الخروب، حيث رشح "الوطني الحر" وزير البيئةطارق الخطيب و"الجماعة" المهندس سلام سعد (عن المقعدين السنيين في دائرةالشوف-عاليه)، على أن تمنح "الجماعة" أصواتها لصالح مرشحي "الوطني الحر" في أماكن تواجدهم، حيث لا مرشحين لها.
وتوقّعت المصادر، ان يلتقي ممثلو "التيار الحر" ومن بينهم النائبين زياد أسود وأمل ابو زيد، والدكتور البزري والدكتور حمود تمهيدا لاعلان التحالف الثلاثي بصيغته النهائية في وقت قريب، اذا لم تطرأ اي تطورات مفاجئة تعيد خلط الاوراق في لحظاته الاخيرة وخاصة فيما يتعلق بتحالف التيار "البرتقالي" مع تيار "المستقبل"، الذي قالت مصادر مقربة منه لـ"النشرة"، ان الابواب لم توصد بعد، ولم يسقط من حساباته الانتخابية التحالف معه في دوائر مختلفة من لبنان ومن بينها دائرة "صيدا-جزين"، حيث يقوم مدير مكتب رئيس التيار "الازرق" رئيس الحكومة سعد الحريري، نادر الحريري، بالتواصل مع الوزير باسيل لهذه الغاية، فيما ابلغت النائب بهية الحريري امس في لقاء انتخابي مع عائلات صيداوية في احدى قرى شرق صيدا، "ان التواصل مع التيار "البرتقالي" ما زال قائما حتى الآن.
وفي القراءة الصيداوية، فإن إبرام "تحالف ثلاثي"، بين التيار الوطني والبزري وحمود، يعني عمليا "فشل" التحالف الانتخابي بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" وهو من شأنه أن يعيد خلط كل الاوراق ويجعل المعركة في هذه الدائرة "أم المعارك"، نظرا لحجم القوى السياسية فيها والتحالفات الوازنة، حيث سيكون "المستقبل" منفردا في مواجتهها، بينما يخوض الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور اسامة سعد وابراهيم عازار المعركة بتحالف ثنائي مدعومين من القوتين الشيعيتين حركة "أمل" وحزب الله"، لترسو الصورة على ثلاثة لوائح متنافسة على الاقل.
وفق هذه الصيغة سيكون التحالف الثلاثي "التيار–البزري–الجماعة" في لائحة مكتملة، ومؤلفة من الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور بسام حمود عن المقعدين السنيّين في صيدا، وأسود وأبو زيد عن المقعدين المارونيين في جزين، على ان يحسم التيار مرشحه عن المقعد الكاثوليكي وهو الدكتور سليم خوري نظرا لما يشكل من "همزة وصل" وتلاقٍ بين جزين جبلا وساحلا وصيدا.
بينما لائحة تيار "المستقبل"، ستضم النائب بهية الحريري والمحامي حسن شمس الدين عن المقعدين السنيين في صيدا، روبير خوري (أو وليد مزهر) عن المقعد الكاثوليكي في جزين، على ان يتم التحالف مع شخصية مارونيّة قد يكون ايلي رزق أو غيره من جزين.
مقابل ذلك فإن لائحة "سعد–عازار"، المدعومة من حركة "أمل" و"حزب الله"ستكون غير مكتملة وستضم الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد القادر البساط عن المقعدين السنيين في صيدا، عازار عن المقعد الماروني في جزين،على ان يعقد لقاءبينهمالحسم المرشح عن المقعد الكاثوليكي ويتردد إسم يوسف السكاف، على أن يعلن ذلك رسميا في مهرجان انتخابي مشترك قريبا.
لقاء استثنائي
مقابل صورة هذه اللوائح الثلاث المتوقعة، عقد لقاء استثنائي ومطول بين الدكتور سعد و"المنظمة اللبنانية للعدالة" برئاسة الدكتور علي عمار على رأس وفد ضم الشيخ محيي الدين عنتر والحاج عبد الغني القطب والإعلامي علي اسكندراني وبحضور المهندس محمود دندشلي،وتم الإتفاق على فتح أبواب التواصل والتعاون المثمر والمجدي في سبيل خدمة قضايا وملفات مدينة صيدا.
اما على مستوى المرشحين الآخرين، فإن ابرزهم مرشّحي "حزب الكتائب" جوزاف نهرا (عن أحد المقعدين المارونيين في جزين) وريمون نمور (عن المقعد الكاثوليكي في جزّين)، وهما يحتاجان إلى تحالف صيدا ويلإكما لعقد اللائحة، ومرشّح "القوّات اللبنانية" المهندس عجاج جرجي حداد (عن المقعد الكاثوليكي في قضاء جزين) الذي يتابع اتصالاته مع عضو مجلس بلدية الهلاليّة سمير البزري المرشّح (عن أحد المقعدين السنيين في صيدا) لبحث إمكانية تشكيل لائحة، اضافة الى المرشحين قائد الدرك السابق العميد المتقاعد صلاح جبران وأمين إدمون رزق (عن المقعدين المارونيين في جزين)، وجميع هؤلاء ما زالوا يترقبون تشكيل اللوائح نهائيا، لاتخاذ القرار المناسب.