يبدو أن مروحة الإتصالات والمشاورات بين القوى السياسية، في دائرة البقاع الغربي وراشيا، ستبقى مستمرة حتى اللحظات الأخيرة من اقفال باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والبلديات، نظراً إلى التبدل في التحالفات التي تشهده هذه الدائرة التي تضم 5 مقاعد نيابية: 2 سنة، 1 شيعة، 1 روم أرثوذكس، 1 كاثوليك، لا سيما مع إنضمام النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي إلى اللائحة التي يشكلها كل من رئيس حزب "الإتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد والثنائي الشيعي، أي "حركة أمل" و"حزب الله"، بصفته الشخصية.
في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة على المفاوضات، عبر "النشرة"، إلى أن رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لم ينجح في إقناع مراد والثنائي الشيعي بالطرح الذي كان يفاوض على أساسه، أي ترشيح كل من الفرزلي عن المقعد الأرثوذكسي وشربل مارون عن المقعد الماروني، وهو الطرح الذي كان قد رفضه تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" أيضاً خلال مفاوضاتهما مع باسيل، نظراً إلى "الفيتو" الذي كان يوضع على إنضمام الفرزلي إلى اللائحة.
وتوضح هذه المصادر أن الفرزلي كان يعلن منذ البداية أنه يتموضع في مربع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في هذا الإستحقاق، في حين أن "التيار الوطني الحر" كان يتفاوض مع القوى السياسية على أساس أن يكون هناك مرشحان للتيار في هذه الدائرة، وتلفت إلى أن القاعدة الشعبية المؤيدة للنائب السابق لرئيس المجلس النيابي كانت تريد منه الإنضمام إلى لائحة مراد والثنائي الشيعي، ما يعني فصل الخيارات بينه وبين "التيار الوطني الحر"، حيث سيكون على الأخير حسم خياراته في هذه الدائرة، سواء كان ذلك بالعودة إلى التفاوض مع "المستقبل" و"الإشتراكي" على إنضمام مرشحه عن المقعد الماروني إلى هذه اللائحة، لا سيما بعد فشل المفاوضات بين "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" من أجل إنضمام مرشح الأخير إيلي لحود إلى اللائحة،بسبب تمسك "المستقبل" بترشيح هنري شديد، أو أخذ القرار بدعم ترشيح الفرزلي على لائحة مراد والثنائي الشيعي.
في هذا السياق، تطرح هذه المصادر الكثير من الأسئلة حول إحتمال أن يذهب "المستقبل" إلى الموافقة على ما يطلبه "التيار الوطني الحر"، لناحية إنضمام مرشحه عن المقعد الماروني شربل مارون، خصوصاً أنه كان قد طلب من "القوات" ترشيح شخصية عن المقعد الأرثوذكسي، نظراً إلى أنه يتمسك بترشيح هنري شديد، في حين ترجح أن تنحصر خياراته بدعم لائحة من الاثنتين، نظراً إلى وجود الفرزلي، الذي يقول أنه جاهز لتمثيل "الوطني الحر" خير تمثيل، في لائحة مراد والثنائي الشيعي، وإلى وجود تحالف بين التيار و"المستقبل" في دائرة زحلة.
بناء على ذلك، تشير هذه المصادر إلى أن بورصة اللوائح في هذه الدائرة من المرجح رسوّها على 4، الأولى ستكون لتحالف بين الوزير السابق أشرف ريفي و"القوات اللبنانية"، على أن تضم عن المقعدين السنيين عمر حرب وعمر صلاح الدين وإيلي لحود عن المقعد الماروني وغنوة أسعد عن المقعد الشيعي ونبيل بدر الدين عن المقعد الدرزي، أما الثانية فهي تمثل المجتمع المدني وتضم 4 مرشحين هم: عن المقعدين السنيين علاء الدين الشمالي وفيصل فرحات، عن المقعد الماروني ماغي عون، المقعد الدرزي ليندا التنوري، ومن الممكن أن تستكمل في الأيام المقبلة.
بالنسبة إلى اللائحة الثالثة، ستضم كل من عبد الرحيم مراد عن المقعد السني، محمد نصرالله عن المقعد الشيعي، إيلي الفرزلي عن المقعد الأرثوذكسي، فيصل الداوود عن المقعد الدرزي، ناجي غانم عن المقعد الماروني، في حين لم يحسم ما إذا كان سينضم إليها مرشحاً ثانياً عن المقعد السني الثاني، بينما اللائحة الرابعة ستضم: محمد القرعاوي وزياد القادري عن المقعدين السنيين، وائل أبو فاعور عن المقعد الدرزي، غسان سكاف عن المقعد الأرثوذكسي، هنري شديد عن المقعد الماروني، الا اذا قرر "المستقبل" الموافقة على إنضمام مرشح "الوطني الحر" عن المقعد الأخير شربل مارون إلى لائحته.