أكد رئيس الوزراء الفلسطينى رامي الحمدالله "عدم تخلى السلطة الفلسطينية عن قطاع غزة ولا عن واجباتها ومسؤولياتها فى إنقاذ القطاع من الكارثة الإنسانية التى تتهدده"، مشيراً إلى "أننا ندرك أن صمام الأمان ومفتاح النجاح هو صون وحدة الوطن ومنع تشتت هويته، لهذا نتطلع إلى الانتقال بعملنا المؤسسي والحكومي بكافة مكوناته إلى قطاع غزة، وهذا لا يتطلب تأخيرا، والتمكين الفاعل والشامل للحكومة بحيث تضطلع بمسؤولياتها فى كافة مناحى الحياة وبلا أى استثناءات".
ولفت إلى "اننا نجحنا فى إطار مؤتمر المانحين الذى عقد أول أمس فى بروكسيل بجمع (565 مليون دولار) لاستكمال الدعم المالى لأضخم مشروع مائى فى فلسطين، لصالح برنامج المحطة المركزية لتحلية مياه البحر، التى هى طوق النجاة لمليونى مواطن فى غزة تحاصرهم إسرائيل بعقوباتها الجماعية، وبحصار جائر وظالم يصادر منها الحياة ويتركها فريسة للتلوث والمرض والفقر".
وشدد على "إصرار السلطة على المضى قدما فى معالجة كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني، والتقدم نحو مرحلة متقدمة من البناء والمأسسة، لتعزيز صمود المشروع الوطني، كي تصبح فلسطين قوية ومؤسساتها فاعلة منيعة فى وجه كافة التحديات والممارسات والقيود الاحتلالية"، مشيراً إلى أن "لقاء اليوم جاء فى ظل ظروف استثنائية وبالغة الخطورة تعصف بقضيتنا الوطنية وبوحدتنا وتتهدد وجودنا وهويتنا وتاريخنا، إذ تتوسع إسرائيل فى انتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية، وتواصل الاعتداء على المواطن الفلسطينى وعلى ممتلكاته ومقدراته، فى محاولة لاقتلاع مقومات ثباته فى أرضه وتصفية وتشتيت قضيته من خلال سرقة ومصادرة المزيد من الأرض والموارد، وبناء المستوطنات وتشريع القوانين العنصرية وهدم البيوت والمنشآت، خاصة فى القدس ومحيطها".
وأضاف: "لقد دفعت الإدارة الأميركية، بقراراتها الأحادية غير القانونية حول القدس وبابتزازها لشعبنا وقطع المساعدات عنه، المنطقة إلى المزيد من العنف والصراع، وأطلقت العنان لإسرائيل لتتمادى فى تكريسها احتلالها العسكري على أرضنا"، مشيراً إلى "اننا صفها أهم ركائز الدولة والمحرك لاستقرارها ونمائها، ولهذا تابعنا العمل، بتعليمات ومتابعة من الرئيس محمود عباس، لتطوير المنظومة القضائية وتحقيق مبدأ سيادة القانون الذى لن يتحقق إلا بجهاز قضائى فاعل ومستقل، ومؤسسة أمنية موحدة قوية تنحاز للمصلحة الوطنية العليا، وفى هذا الإطار، تم تشكيل اللجنة الوطنية لتطوير قطاع العدالة لتذليل الإشكاليات التى تواجه القضاة وأعضاء النيابة العامة، وخلال الأسابيع القادمة ستقدم اللجنة رؤيتها فى هذا الشأن".