أفادت وكالة "رويترز" للأنباء أن "القضاء البريطاني أصدر قرارا يسمح بتقديم عينات دم لكل من العميل السابق في الاستخبارات الروسية، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحليلها"، موضحةً أن "القرار تم اتخاذه من قبل محكمة لندن الخاصة برعاية الأشخاص العاجزين عن فعل ذلك بأنفسهم".
ولفتت إلى أن "المحكمة سمحت بأخذ عينات دم سكريبال وابنته، الموجودين حاليا بأحد مستشفيات سالزبوري وهما في غيبوبة وبحالة حرجة، لتحليلها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضمن التحقيق في قضية تسميمهما بمادة مشلة للأعصاب".
يذكر أن سيرغي سكريبال، العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية الذي أدين في روسيا بتهمة الخيانة العظمى، وابنته يوليا، تعرضا يوم 4 آذار، وفقا للجانب البريطاني، لتأثير مادة مشلة للأعصاب.
وتم العثور عليهما مغمى عليهما قرب بيتهما في مدينة سالزبوري (جنوب غرب بريطانيا) حيث كان يقيم بعد منح لندن اللجوء السياسي له، إثر الإفراج عنه في روسيا في إطار عملية تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة في العام 2010.
وأعلنت بريطانيا لاحقا أن المادة السامة من نوع "نوفيتشوك" تم تطويرها في روسيا، متهمة موسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال سيرغي ويوليا سكريبال، فيما نفت الحكومة الروسية قطعا الاتهامات الموجهة إليها، مشيرة إلى عدم وجود برامج خاصة بتطوير المادة المذكورة لا في الاتحاد السوفيتي السابق ولا في روسيا.
وقامت بريطانيا بطرد 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، دون تقديم أي دلائل تدعم اتهاماتها، كما أنها أعلنت عن اتخاذ إجراءات أخرى معادية لروسيا، الخطوة التي ردت موسكو عليها بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا وإصدار أوامر بإغلاق القنصلية العامة البريطانية في سان بطرسبورغ ووقف نشاطات مؤسسة "المجلس البريطاني" الثقافية الحكومية في روسيا.
وفتحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، يوم 21 آذار، تحقيقا في القضية، وبدأت بتحليل المادة، التي تسمم بها سكريبال وابنته.