لفتت النائب ستريدا جعجع، خلال رعايتها وحضورها وضع حجر الاساس للمشروع الزراعي "معمل عرابة التفاح" في بيت منذر، إلى أنّ "الحلم الّذي انتظره مزارعو قضاء بشري تحقّق اليوم بإقامة هذا المعمل"، مشيرةً إلى أنّه "عندما نسعى للإنماء أو لتطوير البنى التحتية أو لإطلاق المشاريع، فهذه كلّها تصبّ في هدف واحد هو الإنسان، الّذي يبقى محور عملنا وجهودنا، فلا معنى لكلّ إنجاز إن لم يكن في خدمة الإنسان، وتحديداً إنساننا الطيّب والصامد والوفي في جبة بشري. لقد قامت استراتيجية عملنا على إنشاء المؤسسات لأنّها الأكثر ثباتاً والأضمن لاستمرارية العمل في سبيل الخدمة العامة".
وأوضحت جعجع، "أنّنا ساعدنا ونساعد طلاب المنطقة من دون تمييز، وكذلك المدارس لتستمرّ في رسالتها التربوية، كي لا تفرغ قرانا من أهلها أو تقفل مدارسنا. نفّذنا بيت الطالب الجامعي في ضبيه لتسهيل إقامة طلاب المنطقة ومتابعة دروسهم الجامعية كي يتحرّروا من أي تبعية او زبائنية، وما زلنا نركّز على تطوير واستكمال المستشفى الحكومي بهدف توفير العلاج لأهلنا ومنع ظاهرة الموت على الطرقات"، مبيّنةً أنّ "مشكلة التفاح في منطقتنا فهي مزمنة على غرار المشاكل الأخرى الّتي ورثناها عندما وصلنا بإرادتكم إلى سدّة المسؤولية. انتظرنا كثيراً حتّى ننطلق في هذا القطاع المهمّ والأساسي من بابه العريض، كي نساعد أهلنا اقتصاديا ومعيشيّاً ليبقوا متجذّرين في أرضهم".
وركّزت على أنّ "اليوم وصلنا إلى هذا الإستحقاق المهم، كي نضع الحجر الأساس مع شركة "شاباش" والـ"USAID" لمشروع عرابة حديثة، هي الأولى من نوعها في لبنان وتتولّى تعريب وفحص وفرز وتوضيب التفاح لتصديره إلى الخارج بحسب المواصفات المطلوبة عالميّاً. ولكن قبل هذا المشروع، كنّا بدأنا بإنشاء تعاونيات زراعية في القرى والبلدات الّتي تفتقر إليها، وصولاً الى تأسيس اتحاد لهذه التعاونيات، لأنّه من دون المؤسسات، لا يمكن لأحد أن يستفيد من دعم الوزارات المعنية في الدولة"، منوّهةً إلى أنّه "أصبح لدينا تعاونيات في البلدات الآتية: بان، حدشيت، بشري، بالإضافة إلى بقرقاشا، بزعون، حصرون، الديمان، حدث الجبة وقنات".
وأكّدت جعجع أنّ "المشاكل الّتي نواجهها لتصريف انتاج التفاح فهي متعدّدة، لكنّنا سنتصدّى لها يداً بيد وبالإرادة الصلبة، وبمعية رؤساء البلديات ورؤساء التعاونيات وبتجاوب المزارعين خدمة لمصلحتهم. وأبرز هذه المشاكل:
1- لقد كان لدينا بلدان يستوردان انتاج التفاح هما مصر وليبيا، ولكن بسبب الإضطرابات في ليبيا لم تبق إلّا السوق المصرية، علماً أنّ اسعارها متدنية،أضف إلى ذلك إقفال الحدود مع سوريا بسبب الأحداث الجارية فيها.
2- ذبابة البحر المتوسط الّتي أصابت التفاح في المنطقة منذ أربع سنوات، على أنّ رشّ المبيدات العشوائية والترسبات المضرّة بالتفاح ساهمت أيضاً في إقفال الأسواق الخارجية في وجهنا.
3- تفاح المنطقة غير موضب ومفرز بحسب اللون والحجم والجودة ويباع بطريقة عشوائية، فيما الاسواق العالمية تطلب مواصفات محدّدة".
وأشارت إلى أنّ "من أجل تجنب هذه العقبات، الحل الدائم للدخول الى تلك الاسواق بطريقة علمية، ليرتاح المزارعون ويضمنوا تصريف مواسمهم، هو في الخطوة التي ننجزها اليوم، أي المباشرة بتنفيذ مشروع العرابة في بيت منذر، والذي يتضمن احدث آلة فرز لا مثيل لها في لبنان، لأنها تقوم بغسل وفرز التفاح بحسب اللون، فضلا عن الكشف على كل تفاحة اذا ما كانت غير سليمة او تحمل ذبابة المتوسط، ليتم بعد ذلك تشميعها".