رغم نجاح "التيار الوطني الحر" بتشكيل لائحة في دائرة كسروان–جبيل أقل ما يُقال عنها أنها لائحة "الأقوياء"، ورغم كل الانتقادات التي يتعرض لها لضمّه شخصيات اليها كان حتى الأمس القريب ينتقدها بالعلن متهما اياها بممارسة الاقطاعية وبالفساد، فقط لضمان خوض المعركة بتشكيلة قادرة على حصد معظم المقاعد الـ8 المخصصة للدائرة المذكورة، الا ان كل المعطيات والاحصاءات ترجح خرق هذه اللائحة بـ3 أو 4 مقاعد على أقل تقدير.
ولعل تبلور المشهد الانتخابي في كسروان–جبيل بعد انتهاء الفرقاء من تشكيل معظم اللوائح بانتظار اتضاح معالم لائحة حزب الله–الوزير السابق جان لوي قرداحي، كما معالم لائحة المجتمع المدني، ساهم بقراءة أدق وافضل لمجريات المعركة ما يتيح توقع نتائجها.
وبحسب آخر المعطيات، يتنافس العميد المتقاعد شامل روكز ورجل الأعمال نعمة أفرام المتواجدان على لائحة واحدة تضمهما الى سيمون أبي رميا، وليد خوري، روجيه عازار، زياد بارود، منصور البون وربيع عواد، على المركز الأول في الدائرة المذكورة، فيما يُرجح خبراء متابعون نجاح اللائحة التي أُعلن عن تشكيلها نهاية الأسبوع الماضي باطار تحالف الخازن–الكتائب–سعيد، وتضم فريد هيكل الخازن، شاكر سلامة، يوسف خليل، جيلبيرت زوين، يولاند خوري، فارس سعيد، جان حواط ومصطفى الحسيني، بتحقيق خرق او حتى اثنين في اللائحة الاساسيّة التي ستُخرق ايضا بالمقعد الشيعي الذي سيتولاه مرشح حزب الله حسين زعيتر، وبأحد المقاعد المارونية الذي سيتولاه رئيس بلدية جبيل السابق زياد حواط والذي يخوض الانتخابات على اللائحة المدعومة من "القوات اللبنانية والتي تضمه الى فادي صقر، محمود عواد، شوقي الدكاش، روك مهنا، باتريسيا الياس، نعمان مراد، وزياد خليفة.
ويدعم تيار "المردة" بقوة لائحة تحالف الخازن–الكتائب–سعيد، ويعتقد مصدر سياسي ان توحد هذه القوى في ظل تشكيلة كهذه شكّل "مفاجأة من العيار الثقيل" لحلف "الاقوياء" الذي يُرجَح أن يُخرق من قبلها بمقعدين على الأقل.
وتبلغ حصة دائرة كسروان–جبيل 8 مقاعد نيابية موزّعة ما بين 2 موارنة وشيعي واحد لجبيل و5 موارنة لكسروان. ويبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 175 ألف ناخب موزعين بين 143632 ماروني، 18756 شيعي، 3345 آلاف روم أرثوذكس، 2452 أرمن أرثوذكس، 2340 سنّي، 2308 روم كاثوليك، و2201 مسيحيين من طوائف اخرى. أما نسبة الإقتراع في إنتخابات 2009 فكانت مرتفعة جدا، إذ بلغت 67.2%، ومن المتوقع في السادس من أيّار أن ينتخب حوالي 120 ألف ناخب وبالتالي يكون الحاصل الإنتخابي يقارب الـ15 ألف.
وقبل ساعات من اغلاق وزارة الداخلية باب تشكيل اللوائح، كان حزب الله لا يزال يتخبط في تشكيل لائحة تضمه الى الوزير السابق جان لوي قرداحي، بعد ارسال قيادة "الوطني الحر" اشارات سلبية لجهة امكانية ضمه القيادي السابق في "التيار" بسام الهاشم الذي شكل وقرداحي الأسبوع الماضي حركة جديدة أطلقا عليها اسم "حركة التضامن الوطني".
والى جانب اللوائح الـ4 السابق ذكرها، تعاني لائحة خامسة هي لائحة المجتمع المدني التي شكلها تحالف "وطني" وتضم يوسف سلامه، دوري ضو، جوزفين زغيب، نديم سعيد، رانيا باسيل ومحمد المقداد، صعوبات كبيرة لجهة تمكنها من تأمين الحاصل الانتخابي في دائرة تشهد اشرس المعارك الانتخابية وان كانت نتائجها شبه محسومة.