لفت الشيخ سالم الرافعي، الّذي ترأس وفداً من هيئة العلماء المسلمين، عقب زيارته رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي في دارته في طرابلس، إلى أنّ "اللقاء يندرج ضمن سلسلة زيارات تقوم بها هيئة العلماء المسلمين، لرؤساء الحكومات السابقين، للبحث في شؤون الطائفة، خاصّة في هذه الظروف العصيبة الّتي تحيط بأهل السنة في الدول المجاورة وفي لبنان"، مشيراً إلى أنّ "هناك الكثير من المشاكل والإستضعاف الّذي تعاني منه الطائفة، خاصّة في ملف الموقوفين الإسلاميين، فالكثير من الشباب اليوم يقبعون في السجون. وللأسف، فإنّ ما يظهر من العفو العام الّذي كنّا نتمنّى أن يكون شاملاً، ومن خلال إطلاعنا على المسودة الّتي أظهرت في الإعلام، لا يدعو إلى التفاؤل، كونها تتضمّن الكثير من الظلم لشبابنا، والإفتراء الّذي قد يستغلّه بعض القضاة باجتهادات خاصّة، فلا يخرج من شبابنا إلّا العدد القليل".
وركّز على أنّ "الشباب كانوا يأملون من خلال هذه الفرصة أن يكون هناك عفو شامل لا استثناء فيه لأحد. لذلك، فقد تداولنا مع ميقاتي في هذه المظلومية، وناشدنا أن يجتمع رؤساء الحكومات السابقون ويضعوا أيديهم مع بعضهم البعض في الملفات الّتي تخص الطائفة"، منوّهاً إلى أنّ "حصول التنافس في الإنتخابات النيابية، لا يجوز أن يؤثّر على حقوق الطائفة والعمل على تحصيلها وما يجب أن نتوحّد من أجل إظهاره".
وكشف الرافعي أنّ "الهيئة بصدد لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم، ومن أهمّ نقاط اللقاء هو موضوع العفو العام"، مركّزاً على أنّ "مسودة العفو العام ظاهرها عفو شامل، ولكن في الحقيقة تخفي في طياتها الكثير من الأفخاخ، حيث إنه من أصل 1300 موقوف، لا يخرج بموجب العفو سوى 300 فقط، في حين أنّ هذه المسودة تخرج جميع عملاء إسرائيل وتجار المخدرات بموجب المواد التي وضعت بها"، مشدّداً على أنّ "من أجل ذلك ولأنّنا شعرنا بالخطر، وبإمكان حصول مشكلة كبيرة في البلاد جراء ذلك، لذلك، فقد تداعت هيئة العلماء المسلمين لزيارة المسؤولين قبل البت بموضوع المسودة، وقانون العفو العام"، مذكّراً أنّ "ميقاتي وقف إلى جانب الموقوفين وأهل السنة عموماً إبان حكومته، وقد وعدنا ببذل الجهد لرفع المظلومية عن الشباب".
من جهته، أشار المرشح عن المقعد العلوي في دائرة الشمال الثانية الدكتور محمد شمسين، عقب زيارته والمرشح عن المقعد السني على "لائحة العزم" توفيق سلطان، ميقاتي، إلى "أنّني عملت دوماً على تمتين وحدة النسيج الطرابلسي خصوصاً واللبناني عموماً ومن أجل نهضة طرابلس الإنمائية، فكان لي بصمات في العديد من المشاريع والإنجازات خلال مسيرتي كعضو مجلس في بلدية طرابلس".
وأكّد شمسين "أنّني أؤمن أنّ توسيع قاعدة المشاركة في اتخاذ سلطة القرار من شأنه تعزيز الإستقرار العام، وعليه فإنّ طرابلس بما لديها من مقدرات وطاقات، يمكنها بحقّ أن تكون عاصمة لبنان الإقتصادية، ومن حقّ الطرابلسيين على ممثّليهم في الندوة البرلمانية أن يسعوا إلى تمثيلهم حقّ التمثيل، بما ينعكس إيجاباً على حياتهم اليومية بمزيد من الإستقرار والنهوض الإقتصادي الإجتماعي، بما يعني تحسين ظروف حياة الطرابلسيين واللبنانيين بشكل دائم ومستمرّ"، موضحاً أنّ "عليه لقد قرّرت العزوف عن خوض الإنتخابات ، ورأيت أنّ "لائحة العزم" تمثّلني وأتمنّى من أهلي وأصدقائي وأحبتي أن يوافقوني الرأي بدعم لائحة ميقاتي بما تضمّ من نخبة الشخصيات الطرابلسية، وأخصّ بالذكر صديقنا والغيور على مصالحنا ومصالح طرابلس توفيق سلطان".
أمّا ميقاتي، فنوّه إلى أنّ "علاقتنا بشمسين قديمة ومستمرّة منذ أيام العمل البلدي الدؤوب، وهو يتابع دوماً أمور المواطنين. وبعد إغلاق اللوائح اليوم، أحبّ أن لا يقتصر تعاوننا على فترة الإنتخابات، بل أن يكون تعاونا مستقبليّاً، وانّني أشكر له هذا الموقف النبيل".