رأى الخبير في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيتالي نعومكين أن "روسيا تحتفظ بعلاقات جيدة مع كافة أطراف النزاع في اليمن، سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى القوى الإقليمية المتورطة في النزاع"، معتبراً أنه "بسبب صعوبة الأزمة اليمنية وتعقيداتها، واتسامها بالتناقضات الكبيرة، فإن طريق التسوية يجب أن يكون من خلال الاتفاق حول فدرالية نظام الدولة في اليمن".
ولفت إلى أنه "تقف روسيا في موقفها السياسي على مسافة متساوية من الجميع، وذلك للحفاظ على علاقات حسنة مع كافة أطراف النزاع. وتجري روسيا في الوقت الراهن، وكما كان عليه الحال سابقا، اتصالات مع مختلف الفرق المتنازعة، سواء فيما بينها في داخل البلاد، أو مع القوى الإقليمية المتورطة في النزاع اليمني، ومع قوى التحالف، ومع من يتهمهم التحالف بالتدخل في الشأن الداخلي"، موضحاً أن "هناك السعودية وحلفاءها من جهة، ومن جهة أخرى هناك إيران. وهناك العديد من الدول الأخرى التي لها مواقفها الخاصة والمختلفة، قطر، تركيا، سلطنة عمان، وكذلك الكويت، وجميع هؤلاء لديهم مواقف مختلفة وحتى الإمارات لها موقفها الخاص. وكل ذلك يزيد من الوضع تعقيدا ويضفي عليه تناقضات أكبر، لكن وعلى الرغم من كل ذلك، تحافظ روسيا على علاقات حسنة مع الجميع وعلى حد سواء".
واعترف بـ"أن حجم المشاركة الروسية في اليمن منخفض"، مشيراً إلى أن "دور روسيا تبلور على وجه خاص عبر نشاطات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وهذا أمر معروف"، لافتاً إلى أنه "في الفترة الأخيرة حدث تحسن في علاقات روسيا مع حكومة هادي المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، واليوم يوجد سفير رسمي لهذه الحكومة في موسكو، وهذا لم يكن موجودا في السابق، وحضر إلى هنا وزير الخارجية وهذه العلاقات تتطور، وبالمناسبة في هذا العام سنحتفل بمرور 90 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا واليمن، وسنقيم احتفالا هنا في المعهد".