لفت وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى أنه "قبل انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 كانت إيران واحدة من دول إسلامية قليلة على علاقة جيدة بإسرائيل، بل إن النظام الملكي بقيادة الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي ساهم وقتها للأسف في تمهيد الطريق أمام اتفاقية كامب ديفد بين مصر والكيان الصهيوني".
وأشار إلى أنه "لم يكن هذا الأمر سهلا بالنسبة لمعظم الإيرانيين الذين كانوا يرون في القضية الفلسطينية قضيتهم، ولذا عندما انتصرت الثورة كان التدبير الأول للثوار هو رفع العلم الفلسطيني فوق أول سفارة لفلسطين، لأن الثورة وقادتها لطالما رأوا في القضية الفلسطينية قضيتهم، ولذلك لم يساوموا منذ اللحظة الأولى على مبدئية الخيار، حتى ولو كان ذلك سيعني الضغوط والحصار وحتى الحروب المباشرة أو بالوكالة وبالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ فإن وجع فلسطين -كما وجع كل الدول العربية الشقيقة والجارة- كان وجعا إيرانيا، وكان أمنها وحريتها من أمننا وحريتنا".
وأضاف ظريف "البعض سعى لتحويل المنطقة العربية إلى مسرح لتصفية الحسابات ومساحة للمطامع. وعلى العكس تماما؛ تعتقد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن أمن المنطقة واستقرارها من أمنها واستقرارها، وأن أمن وازدهار جيراننا العرب بالتحديد هو أولوية الجميع"، مشيراً إلى أن "إيران طالما دعت -في مناسبات مختلفة- إلى وضع الأسس لعقد أمني مشترك، عماده الحوار والمبادئ المشتركة وآليات بناء الثقة، كمقدمة للخروج من النفق المظلم الذي يستنزف الجميع".