لفتت حركة "حماس" إلى أن "مشروع "صفقة القرن" الذي أثارته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل شهور، حظي باهتمام سياسي وإعلامي واسع رغم أن مضمونها وتفاصيلها لم تعلن رسمياً بعد، وما صدر بخصوصها حتى الآن تسريبات ومعلومات أوّلية، لكنها تشير في المجمل إلى سقف سياسي منخفض للغاية فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين مقارنة بمشاريع تسوية سابقة، وهذا البعد السلبي وإن كان يشير إلى خطورة كبيرة للصفقة على مستقبل القضية، لكنه في ذات الوقتيزيد من صعوبة تمريرها، ويوفّر فرصة جيدة لنقدها ومهاجمتها، ولخلق رأي عام رافض لها فلسطينياً وعربياً ودولياً".
وأشارت إلى أن "التعاطي الإعلامي مع "صفقة القرن" ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار قراءة المعطيات السياسية المحيطة بالمشروع، للوقوف على حجم التحديات التي يفرضها، وعلى فرص تعطيله ومواجهته ومن تلك المعطيات، المشروع الأميركي ينسجم مع رؤية اليمين الإسرائيلي المتشدد، ولم تصدر حتى اللحظة مواقف أوروبية واضحة تجاهه، وكذلك الحال بالنسبة لروسيا، وذلك بسبب عدم إعلان صيغة رسمية للصفقة حتى اللحظة، لكن يرجّح أن تكون مواقف روسيا والعديد من الدول الأوروبية غير مرتاحة للمضامين التي تم تسريبها، حيث ما تزال تلك الدول تعلن تمسكها بحل الدولتين، وقد عارضت في مجلس الأمن والجمعية العامة قرار ترمب بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل".
وأكدت "رفض ما تم تسريبه حول صفقة القرن، ويتمسك بكل حقوق الشعب الفلسطيني، وكانت قيادة حركة حماس مبادرة في إطلاق مواقف سياسية قوية ضد توجهات ترامب، وقامت باتصالات سياسية لدعم رؤيتها"، مشيرةً إلى "موقف قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح يرفض، حتى اللحظة،المضامين التي تم تسريبها بخصوص الصفقة ويتخذ منها موقفاً سلبياً، بل إن مصادر مقربة من محمود عباس حرصت على نشر التسريبات بخصوصها وفضلاً عن السقف المنخفض للصفقة الذي يبتعد كثيراً عن الحدّ الأدنى الذي تطرحه السلطة للتسوية السياسية، فإنها تدرك صعوبة تمريرها فلسطينياً على مستوى الشعب والفصائل، بل حتى داخل أوساط حركة فتح ذاتها، الأمر الذي يجعل قبولها دون إجراء تعديلات مهمة عليها، شكلاً من أشكال الانتحار السياسي، حتى لو تمتبرير ذلك بالضغوط الأمريكية وبالخذلان العربي".