اشار الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري الى ان "ما تعرضت له عكار من محاولات لضرب صورتها والعيش المشترك فيها لم يكن سهلا، وخرجنا منها بوعيكم أنتم الذي حمانا من المخاطر". أضاف: "نحن في موقع جغرافي صعب، من قبل تأسيس لبنان وبعده. فنحن أمام جارين يكنان لنا الكراهية، لذلك علينا درس سياسة واقعية، صحيح فيها مرارة بعض الأحيان، لكنها توصلنا لما نريد ولو بعد وقت طويل. وأهم شيء بعد تظاهرة 11 آذار 2011 أننا رفعنا الغطاء عن سلاح "حزب الله" بأنه جزء من ميليشيا إيرانية للتخريب، فخسر تلك الهالة التي كان يتمتع بها في لبنان والعالمين العربي والإسلامي، لأنه كان أوهم الناس بأنه مقاومة".
واوضح "الفرق بين "تيار المستقبل" و "حزب الله" قائلا: "نحن صلاحية سياستنا في يد الناس، إما يجددوا لنا إذا أصبنا أو لا يجددوا إذا أخطأنا. هذه هي الديمقراطية، أما حزب الله فصلاحيته في يد إيران".
كلام الحريري جاء في ختام جولته في عكار التي استمرت أياما عدة، بزيارة دائرة الأوقاف الإسلامية، حيث كان في استقباله رئيس الدائرة الشيخ مالك جديدة وعدد من المشايخ ورؤساء البلديات والفاعليات، في حضور مرشحي لائحة "المستقبل لعكار" محمد سليمان وطارق المرعبي وهادي حبيش وجان موسى ووهبي قاطيشا، عضو المكتب السياسي في التيار سامر حدارة ومنسق عام عكار خالد طه.
وألقى جديدة كلمة للمناسبة قال فيها: "لا نريد خطابا مذهبيا ولا تحريضيا، فنحن موقع ديني يرعى الكل، لكننا في الوقت عينه ومن حسنا الوطني، نقول أن لا خيار أمامنا سوى اختيار مصلحة البلد التي نراها موجودة في لائحة المستقبل لعكار. فالرئيس سعد الحريري حفظ البلد في زمن الحرائق وعزز مفهوم الدولة. وله منا كل الشكر على صبره وجهده وإيمانه بالمؤسسات، ونحن اليوم أمام خيار من اثنين إما نكون أو لا نكون، لذلك يجب أن نثق بالرئيس الحريري ونقف بجانبه".
ثم انتقل أحمد الحريري إلى مركز بلدية حلبا، حيث أقيم فطور صباحي على شرفه بدعوة من البلدية، في حضور رئيسها عبدالحميد الحلبي وأعضاء المجلس البلدي وشخصيات دينية وأمنية واجتماعية مختلفة.
وكانت كلمة للحلبي لفت فيها إلى أن "الرئيس سعد الحريري متجاوب مع البلدية وهو كان خصص أرضا من أجل إقامة ملعب بلدي في حلبا وفي أمور مطلبية عدة"، مخاطبا الأمين العام للتيار بالقول: "عكار تحبكم شيخ أحمد، وأنتم تمثلون عكار، ونحن معكم، لكننا نريد إيلاء قضايانا المطلبية كل الاهتمام ونحن نعلم أنكم لا تقصرون".
ونوه بجهود الوزير معين المرعبي "الذي تعب كثيرا في الفترة الماضية من أجل عكار"، داعيا إلى "الإسراع بإنشاء مبنى المحافظة وأن يوضع له الحجر الأساس قبيل الانتخابات النيابية".
من جهته، قال الحريري: "حاولنا أن تكون لائحة "المستقبل لعكار" على قدر تطلعاتكم وما ناشدتم به، وأخذنا برأي الناس في التحالفات ولم نفرض عليهم شيئا. لذلك كان الخيار التحالف مع حلفائنا في مسيرة الاستقلال، القوات اللبنانية، وهو تحالف لتأكيد العيش المشترك والوحدة الوطنية في عكار". وأكد "ضرورة أن نتحلى بالوعي لتفويت الفرصة على المشروع الآخر الذي لا يشبهنا ولا يشبه عكار وأهلها ولا يشبه الناس. نحن لن نترك هذه المحافظة وسنبقى معكم بكل التفاصيل الحياتية واليومية، وكل الحرمان لا يغطى ب 13 سنة لأنه حرمان مزمن".
وختم: "هذه الانتخابات تحصل تحت مظلة تسوية سياسية الكل شارك فيها وبمبادرة من الرئيس سعد الحريري، وكان نتاجها هذا القانون الانتخابي والاستقرار الذي وصلنا إليه".
وفي دارة ربيع الحلبي، أقيم استقبال شعبي للحريري وأعضاء اللائحة، في حضور حشد سياسي وديني واجتماعي. وكانت كلمة لوالد ربيع، قال فيها: "في المرحلة السابقة كان هناك غياب لنواب المنطقة عن أداء واجباتهم، لذلك كنا نضطر أن نلجأ إليك شيخ أحمد في كل صغيرة وكبيرة. اليوم نرى في هذه اللائحة نواة لأشخاص موجودين بين الناس بالعمل والخدمات، وإن شاء الله نتوسم فيهم الخير ونتمنى لهم التوفيق".
ورد الحريري بكلمة شكر فيها "أبو ربيع والصديق العزيز الفارس ربيع هذا الاستقبال المميز"، وقال: "نتطلع إلى مرحلة جديدة من العمل مع هذا البيت العكاري الأصيل".
وكانت كلمة للشيخ سيف الدين الخالدي ومهند حمداش، شددت على "دعم لائحة المستقبل لعكار ونهج الرئيس سعد الحريري".
ثم قام مرشحو اللائحة بجولة في دارة الحلبي، على ظهر الخيول العربية وعلى وقع الأغاني الشعبية التي أداها الفنان وليد فرج للمناسبة.
بعد ذلك انتقل الحريري إلى مركز منسقية المستقبل في خريبة الجندي، حيث كانت له سلسلة لقاءات مع وفود شعبية وشبابية ولجان وهيئات وفاعليات، بحثت معه قضايا مطلبية مختلفة.