القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي التي استهلها بتوجيه التهنئة الى الامة الاسلامية بذكرى ولادة الامام علي بن ابي طالب الذي كان اعظم شخصية عرفتها البشرية بعد رسول الله (ص) اذ اشتملت حياته على المناقب والفضائل ، فهو المكرم عند ربه من حين ولادته في بيت الله الحرام حتى استشهاده في مسجد الكوفة وهو في حال السجود في الصلاة، فكانت حياته مكرسة لطاعة الله والتقرب اليه فكان يقضي كل لحظات حياته في عبادة الله من خلال صلاته وجهاده واعماله الصالحة، حتى بات اماًما للمتقين واميراً للمؤمنين وسيدا للوصيين، فهذا الامام العظيم الذي حارت العقول عن الاحاطة بعلومه وورعه وتقواه وحكمته وبلاغته كان ولا يزال محط اعجاب وتقدير كل الادباء والعلماء والفلاسفة الذين عجزوا عن معرفته بعمق وايفائه حقه، وهنا نتذكر قول رسول الله (ص): يا علي ما عرفني الا الله وانت، وما عرف الله الا انا وانت وما عرفك الا الله وانا.
ودعا العلامة الخطيب القادة والزعماء الى التعلم من تجربة الامام علي في الحكم كيفية التعامل مع الرعية وانصافها والسهر على رعاية شؤونها، حيث استحق امير المؤمنين ان يكون قدوة وانموذجاً للحاكم الصالح العادل الذي ينصف الناس من نفسه ويؤثرهم على نفسه نصرة للحق وازهاقا للباطل، فحارب (ع) الفاسدين والمارقين والمنافقين، وجاهد في الله حق جهاده لاتأخذه في نصرة دينه لومة لائم، فمن هذا المنطلق على الجميع ان يعيدوا قراءة سيرة الامام علي ليقتدوا به لانه صوت العدالة الانسانية.
وتطرق سماحته الى الاوضاع الداخلية في لبنان فقال: ان ما اورثتنا اياه الحكومات السابقة من ديون بلغت 80 مليار دولار يكشف فشل وعقم السياسة الاقتصادية التي اغرقت لبنان في الدين وانهكت كواهل اللبنانيين بالضرائب واباحت المال العام للنهب فيما حقق الفاسدون من اهل السلطة الثروات الطائلة نتيجة نظام المحاصصة والمحسوبيات الذي كرسوه في تعاطيهم الشأن العام مستغلين ثقة الشعب الذي انهكوه بدفع فواتير مضاعفة سواء في الكهرباء والاستشفاء والضرائب، ولقد حان الوقت لمحاسبة المرتشين والفاسدين ومستغلي المناصب والمواقع من خلال تفعيل مؤسسات الرقابة والقضاء، واعادة العمل بقانون من اين لك هكذا؟ ولقد تابعنا مناقشة موازنة الحكومة التي كشفت عن حجم الفساد في مؤسساتنا وغياب المحاسبة في ظل غياب الموازنات السابقة وعدم قطع حساباتها، ونحن اذ نطالب بمكافحة الفساد والهدر فاننا ندعو الى رفع الغطاء عن كل مرتش وفاسد، ونؤكد ضرورة تفعيل اجهزة الرقابة والمحاسبة لتقوم بدورها بعيداً عن التدخلات السياسية والحزبية.
وتابع سماحته ... ان شعبنا ومقاومتنا وجيشنا عنوان عزة لبنان الذي انتصر على قوى الشر فدحر الارهابين الصهيوني والتكفيري ، فلبنان المقاوم قادر على تصويب المسار في انتاج نهج سياسي مكافح للفساد ونظام المحاصصة والمحسوبيات، فخط المقاومة الذي اسسه الامام موسى الصدر ورفاقه واخوانه من كل الطوائف يشكل المدماك لكل اصلاح وتغيير وتنمية ، ونحن على ثقة تامة بأن الذي واجه كل المؤامرات والفتن سيواصل مسيرة الاصلاح في الداخل اللبناني.
ووجه العلامة الخطيب تحية التقدير والاكبار الى الشعب الفلسطيني المنتفض في وجه الاحتلال،سائلا المولى ان يتغمد الشهداء برحمته ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل، معتبرا ان ذكرى يوم الارض مناسبة لنصرة شعب فلسطين بكل الوسائل والامكانيات لتظل ارض فلسطين وترابها ومقدساتها في وجدان كل مقاوم وحر في العالم، فالشعب الفلسطيني الصامد في ارضه سينتصر على كل الصفقات والمؤامرات لاخضاعه وتضييع قضيته. ونحن اذ نبارك الدماء الزكية التي تبذل نصرة لفلسطين، فاننا نهنئ الجيش السوري وحلفاءه بالانتصار الذي حققوه على ادوات المشروع الصهيوني في تخريب سوريا، فهذا الانتصار شكل هزيمة جديدة لهذا المشروع الذي نرى ونسمع اصحابه يهولون ويهددون بضرب سوريا لرفع معنويات العصابات التكفيرية اثر اندحارها عن قسم كبير من الغوطة.