أشار راعي أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس بسترس، خلال ترؤسه قداس سبت النور، في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك- طريق الشام، إلى "أنّنا نعيّد اليوم لنزول ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، من بعد موته إلى الجحيم، لينقذ منها جميع الأموات وينقلهم إلى الحياة الأبدية. وهذا ما يشير إليه نشيد النهار: لما نزلت إلى الموت، أيها الحياة الخالدة، أمت الجحيم بسنى لاهوتك، ولما أقمت الأموات من تحت الثرى، صرخت جميع قوات السماويين: ايها المسيح الهنا، يا معطي الحياة، المجد لك".
وأوضح المطران بسترس، أنّ "هذا ما تصوّره إيقونة القيامة البيزنطية، فنرى السيد المسيح منحدراً إلى مخادع الموت، إلى الجحيم، وهي كناية عن المقرّ الّذي كانت تتجمّع فيه، بحسب الإعتقاد القديم، نفوس الراقدين منتظرةً يوم القيامة العامة"، لاتفتاً إلى أنّ "الإيمان المسيحي يعلن أنّ قيامة يسوع هي في الواقع بدء القيامة العامة. فالمسيح بعد موته، قام من بيت الموات ونزل إلى الجحيم وحطّم أبوابها وقيودها، وانتزع من يد الموت والفساد نفوس الراقدين. فيظهر المسيح في الأيقونة ممسكاً بيدي آدم وحواء اللذين هما رمز البشرية كلّها، داعياً إياهما إلى الحياة الجديدة، وداعياً معهما البشر جميعهم إلى قيامة الحياة الأبدية".
وركّز على "أنّنا ندعو هذا السبت سبت النور. وفيه نقيم قبل القداس الإلهي، رتبة تقديس النور. فالجحيم هي مقرّ الظلمة والظلمة هي رمز الموت، أمّا النور فهو رمز الحياة. المسيح هو كلمة الله الّذي بحسب إنجيل يوحنا، فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه"، منوّهاً إلى أنّ "بنزول المسيح إلى الجحيم، أزال الظلمة ولاشى سلطان الموت".
وشدّد بسترس، على "أنّنا نصلّي في هذا اليوم المقدس ليشرق نور المسيح على لبنان وعلى العالم كلّه، فيزيل من القلوب الناس كلّ أنواع الظلمة من حقد وبغض وتفرقة وكلّ ما يقود إلى الموت، لتحقّق الكنيسة رسالتها فتمتلئ من نور المسيح لتكون نور العالم، ويؤدّي لبنان دوره بأن يكون رسالة محبة وتضامن بين جميع مواطنيه".