اعتبر وزير الدفاع الايراني العميد أمير حاتمي، أن "هزيمة تنظيم "داعش" الارهابي هزيمة لسياسات اميركا الاقليمية"، متوقعا "ان تشكل هذه الهزيمة بداية لمرحلة من مظاهر العداء والتوترات الاقليمية لملء الفراغات الراهنة"، مشيراً إلى أن "متابعة سياسة القوة والاحتكار والرؤية النفعية للامن الدولي، توفر ارضية خصبة لايجاد ونمو الارهاب".
كما رأى أن "المسارات العالمية تشير الى ان هيكلية القدرة السياسية والامنية والاقتصادية في النظام الدولي تشهد اليوم تغييرات متاثرة من عصر الاتصالات ومبنية على القيم الجيوسياسية في خلق فرص جديدة وظهور مختلف اللاعبين العالميين"، مشيراً إلى أن "التداعيات الناجمة من هذه التطورات ستكون غالبا تحت تاثير المنافسات المكثفة وايجاد التباينات الكبيرة في مفهوم الدول القوية واهم ذلك انتقال جزء من القوة العالمية من نصف الكرة الغربي الى نصف الكرة الشرقي وبالتالي تغيير ثقل القوة العالمية من المحيط الاطلسي الى شرق اسيا لذا فانه وللمرة الاولى منذ 4 قرون لا تكون التطورات الدولية مرتبطة بالضرورة بارادة الغرب، بل ان مجموعة من مختلف اللاعبين في ساحة القدرة على المستويين الاقليمي والعالمي يلعبون الدور في توجيه هذه التطورات".
ولفت إلى أن "احد مؤشرات التغيير هو التطور في مجال الحضارة الاسلامية ونمو وازدهار الدول الاسلامية وهو الامر الذي اقلق بشدة بعض اللاعبين خاصة الولايات المتحدة، لذا فانهم يسعون للاخلال بهذه المنظومة ومنع تحققها"، مشيراً إلى أن "سياسة القوة والاحتكار والرؤية النفعية للامن الدولي، توفر ارضية خصبة لايجاد ونمو الارهاب، وبعبارة اخرى نشهد في واشنطن تنظيم أسوأ حملة للارهاب وقتل البشر، وهي المسيرة التي ستجعل امام البشرية طابورا من الازمات خلال الاعوام الـ 25 القادمة، استنتاجا من الخبرات الحاصلة من الاعوام الـ 25 الماضية".
كما اعتبر أن "الدور البارز للجماعات المتطرفة والارهابية مثل القاعدة وداعش في تطورات العقدين الاخيرين وفي اثارة الحروب الداخلية المعقدة جدا في مختلف مناطق العالم خاصة في سوريا والعراق، مؤشرا لهذه الحقيقة المرة"، مشيراً إلى أنه "لهذا السبب فان العنف العشوائي المنفلت وفي غاية التوحش لارهابيي داعش في المواجهة مع سائر المجموعات واللاعبين في هذه الدول وتقوية ونمو المكانة السياسية والاجتماعية والايديولوجية لهذه الجماعة في مناطق من اسيا وافريقيا وامتداد تداعياته الى مختلف انحاء الكرة الارضية قد تحول اليوم الى قضية اساسية في النظام الجيوسياسي في العالم".
وأشار حاتمي إلى ان "هنالك العديد من العوامل التي ادت الى تصعيد ظاهرة الارهاب منها؛ عدم فاعلية التحالف ضد داعش بقيادة اميركا في اطار سياسة الفوضى الممنهجة وبالتالي ادارة داعش بدلا عن التصدي له، احتلال ارض فلسطين واستمرار جرائم الكيان الصهيوني وفرض سياسات عنصرية في الارض المحتلة واهانة واستفزاز مشاعر الشباب المسلم في المنطقة والتي تصاعدت حدتها مع سياسات ترامب ومنها قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة، قمع المطالب الشعبية المشروعة ومنها في البحرين وصمت المجتمع الدولي تجاه ذلك، تنصل بعض دول المنطقة من المسؤولية عبر كيل الاتهامات للاخرين بانهم السبب وراء المشاكل الداخلية لتلك الدول لحرف مطالب شعوبها نحو اختلاق الاعداء الخارجيين مع التركيز على التخويف من ايران، العدوان وانتهاك السيادة الوطنية للدول الاخرى مثل الهجوم العسكري على اليمن وقتل شعبه المظلوم في ظل تاييد او صمت الكثير من القوى الدولية الكبرى ازاء هذه الجرائم اضافة الى ذلك زيادة مكانة ونفوذ افكار ومبادئ التطرف العشوائي الذي يشمل الايدولوجية التكفيرية الى جانب الازمات الاقتصادية والمالية والفقر العالمي في النظام الدولي".