وصلت شعلة النور المقدس المنقولة من قبر السيد المسيح من كنيسة القيامة في القدس، عبر الأردن، إلى مطار بيروت الدولي.
ولفت نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني، إلى "أنّنا نحتفل بقيامة المسيح حسب التقويم الشرقي، نتذكّر الآلام والمصاعب، لنؤكّد أنّه مهما اعتدي علينا فالقيامة آتية. ورجاؤنا بقيامة لبنان مهما ضاقت بنا الدنيا وواجهنا المصاعب".
بدوره، أشار مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب، إلى أنّ "وصول هذه الشعلة مباشرة من القدس، أمر له دلالته وأهميّته عند كلّ الطوائف، فهو لم يعد يقتصر على طائفة معينة، فمختلف الطوائف تأتي لاستقبال الشعلة"، متنّياً أن "تتوحّد الأعياد لدى الطوائف المسيحية".
ودعا بو صعب إلى أن "تكون هذه الشعلة مناسبة لوحدة لبنان"، منوّهاً إلى أنّ "وصول هذه الشعلة من فلسطين، هو دلالة على أنّ القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهي للمسلمين والمسيحيين ولكلّ الأديان، مهما صدر من قرارات ولا أحد يستطيع تغيير الحقيقة".
تجدر الإشارة إلى أنّ ظاهرة فيض النور أو "المعجزة" كما يصفها البعض، تحدث كلّ عام في كنيسة القيامة بالقدس يوم سبت النور أو السبت المقدس، وهو اليوم الّذي يسبق عيد الفصح. وقد وُثقت الظاهرة أوّل مرّة عام 1106 م.
وفي التفاصيل، أنّ في يوم سبت النور، يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس ومعه رئيس أساقفة الأرمن، بمسيرة كبيرة ومعهم كثير من رجال الدين من كلّ أنحاء العالم ويردّدون الترانيم والأناشيد. يطوفون ثلاث مرّات حول كنيسة القيامة بالقدس، ثمّ يأتي بطريرك أورشاليم أو رئيس أساقفة الأرثوذكس، ويقوم بقراءة صلاة معيّنة ثمّ يبدأ بخلع ملابسه ويدخل قبر السيد المسيح وحده. ويتمّ فحص البطريرك جيّداً قبل الدخول من قبل السلطات الإسرائيليّة للتأكّد من أنّه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار، كما يتمّ فحص القبر أيضاً.
ويبقى رئيس أساقفة الأرمن منتظراً في موضع ظهور الملاك لمريم المجدلية ليبشرها بقيامة المسيح. ثمّ بعد ذلك، تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء مرتبطة ببعضها بواسطة البطريرك داخل القبر، ثمّ يكشف البطريرك عن نفسه ويقوم بإشعال 33 أو 12 شمعة أخرى ليتمّ توزيعها على المصليّين في الكنيسة، لتكون شعلة مضيئة بقوّة القيامة وبأنّ المسيح قد قام.
مع التشديد على أنّ هذه النار لا تحرق أو تؤذي من يلمسها ولا تحرق الشعر أو الوجه.