كغيرها من المعارك تأخذ "منازلة" زحلة الانتخابية وجوهاً متعددة وابعاداً تتعدى السياسة والانتخابات الى "صراع وجود" وتأكيد الحضور بين القوى المتصارعة الاساسية والتي تشاء الصدف ايضاً ان تكون زحلة متنوعة طائفياً ومذهبياً رغم غلبة "الكثلكة" على اكثرية الاصوات.
تيار المستقبل من جهته يسعى الى إبقاء المقعد السني من حصته للنائب الحالي عاصم عراجي كما يسعى ولو بصعوبة الى إبقاء المقعد الشيعي من حصته بعد "تغييب" النائب عقاب صقر وأفول "مرحلة" صقور المستقبل الضالعين في معركة "التغيير" السورية ويعتبر المستقبل ان خسارته المقعد الشيعي يعني "إستعادة" لحضور حزب الله وحلفاء سوريا عبر النائب نقولا فتوش ومرشح الثنائي انور جمعة وناصيف التيني مرشح القومي. وتتردد معلومات في "فضاء زحلة الاسلامي" ان المستقبل سيرفع مستوى التحدي الى اقصاه في محاولة لتجيير اصوات سنية الى مرشح المستقبل الشيعي نزار دلول اي انه سيخاطر بمقعد عراجي السني لاسقاط مرشح حزب الله الشيعي انور جمعة. وعلى هذا المستوى من "التحدي" يسعى المستقبل لمبارزة حزب الله في عقر داره اذ كان يعتبر المستقبل ومنذ العام 2005 ان زحلة "عرين الازرق" بالتحالف مع الكتائب والقوات في حين كان الثنائي الشيعي وباقي 8 آذار من الاحزاب والقوى التي لا قدرة لها على التأثيرانتخابياً في نتيجة انتخابات زحلة في ظل القانون الاكثري. اما اليوم فإن المستقبل يشعر جدياً ان حصول حزب الله وحلفاء سوريا على مقعد شيعي وآخر كاثوليكي او ارثوذوكسي يعتبر نكسة له في ظل المعركة الانتخابية المفتوحة من عكار الى مرجعيون وحاصبيا.
ويتنافس مسلمو زحلة على مقعدين سني وشيعي ويبلغ عدد الناخبين السنة 48867 اي ما نسبته 29 بالمئة من مجمل الناخبين اما الناخبون الشيعة فيبلغون 27756 صوتاً اي ما نسبته 16 في المئة من مجمل الناخبين.
وتؤكد اوساط حزب الله والقومي لـ"الديار"، ان اللقاء الذي جرى منذ ايام في زحلة بين مرشح القومي ومرشح حزب الله وماكينتهما الانتخابية يؤكد ان الامور ايجابية وان لائحة تحالف امل وحزب الله والقومي وفتوش في وضع "مريح" ونتحضر لنحقق حاصلين انتخابيين. المقعد الشيعي مضمون اما المقعد الكاثوليكي الذي يترشح عنه النائب فتوش فدونه صعوبات في ظل تنافس 5 مرشحين كاثوليك "اقوياء" ولعل اقواهما النائب فتوش والسيدة ميريام سكاف "حسابياً" ومرشح القوات القاضي ميشال عقيص ولكن انتخابياً نتوقع معركة "اثبات وجود" كاثوليكية في زحلة واطرافها المستقبل والقوات والتيار والكتائب وفريقنا. وتلمح الاوساط الى ان مقعد التيني الارثوذوكسي له حظوظ كبيرة مع وجود كتلة ناخبة هامة للقوميين تتجاوز الـ3000 صوت كما يمتلك هو اكثر من 3000 صوت "ذاتياً" ومن دون الركون الى كيفية التصويت وتوزيع الاصوات.
وتعتبر الاوساط ان حصول تحالف حزب الله وفتوش على مقعدين امر هام وانجاز سياسي بعد ان كان عدد مقاعد فريقنا في زحلة صفراً فاستعادة المقاومة وحلفاءها حضورهم الزحلي يضفي تنوعاً ويكسر احتكار التمثيل في فريق من دون آخر ويعطي لكل مكون حقه في ان يكون موجوداً في برلمان 2018.
وفي إطلالة احصائية: تتنافس 5 لوائح على 7 مقاعد في زحلة ويبلغ عدد الناخبين بحسب آخر إحصاءات وزارة الداخلية 171,017 حيث بلغت نسبة الاقتراع 56% في انتخابات 2009 .
ويبلغ الحاصل الانتخابي يتراوح بين 14,200 و14,500 صوت في حال بلغت نسبة الاقتراع 58% أي (100,000 مقترع).
ومن المتوقع أن تؤمن "زحلة قضيتنا" تحالف الكتائب والقوات: حاصلان انتخابيان. و ان تحقق "زحلة الخيار والقرار" تحالف النائب نقولا فتوش وحزب الله: حاصلان. وكذلك قد تحصل "لائحة زحلة للكل" تحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل: ثلاثة حواصل.
وتؤكد اوساط التيار الوطني الحر والمستقبل لـ"الديار"، ان المعركة حامية ورغم تعدد وجهات التصويت وكيفية توزيع الصوت التفضيلي الا اننا نعد بحصولنا على 4 مقاعد انتخابية وان نؤكد ان التمثيل المسيحي في زحلة هو في صلب التيار الوطني الحر.