لم "يهضم" العونيون والتيار الوطني الحر في بلاد جبيل وكسروان بساحله وجبله ما قاله منذ ايام الرئيس السابق ميشال سليمان خلال لقائه رئيس حزب القوات سمير جعجع ولائحته "التغيير الاكيد" التي يترأسها حزب القوات والتي تخوض مع حزب الاحرار معركة "كسر عظم" مارونية ومسيحية في كسروان جبيل في وجه التيار وتحالف فارس سعيد وفريد هيكل الخازن ولائحة حزب الله وجان لوي قرداحي ولائحة مستقلة اخرى.
ما قاله الرئيس سليمان وفق اوساط كسروانية يعود بنا الى 9 اعوام الى الوراء حين كان الصراع الانتخابي على اشده بين الرئيس السابق والرئيس الحالي للجمهورية بين "الميشالين" سليمان وعون حيث خسر العماد سليمان "جولة" الانتخابات في العام 2009 امام العماد عون وتياره بينما يؤكد انصار سليمان انهم "ربحوا" بلدية جبيل وتزعمها زياد الحواط الذي استقال ليكون مرشح عن القوات في جبيل.
"الكاريزما" المفقودة بين سليمان وعون هي نفسها الغائبة بين انصار سليمان والتيار الوطني الحر اليوم والذي يتحرك بشكل واسع جداً في كل قرى كسروان ساحلاً وجرداً وفي جبيل ساحلًا وجرداً فيما تؤكد الاوساط ان "الحالة السليمانية" الى انحسار بعد خروجه من رئاسة الجمهورية.
ورغم ان الرئيس سليمان وفق الاوساط سعى كثيراً خلال انتخابات العام 2009 الى ان يكون له "كتلة نيابية وسطية" الا انه لم ينجح في ذلك في حين كان الرئيس عون وتياره يؤكدان ان الشرعية المسيحية والمارونية تكرس بالنتائج التي حصدها التيار في انتخابات 2005 و2009 والتي اثمرت رئيساً قوياً بكتلة نيابية ووزارية وازنة تسير حول الرئيس عون في سنة عهده الثانية بثبات لتحقيق نتيجة جيدة في انتخابات العام 2018.
اعلان سليمان في مؤتمر صحافي مشترك مع جعجع واعضاء اللائحة في منزله بعمشيت ان عون والتيار لا يمثلان اكثر من 10 في المئة تعلق عليها اوساط التيار بأنها "مزحة" لا تُبتلع ولا تمر لانها مغايرة تماماً للواقع الكسرواني ولا تمت الى الشارع المسيحي بصلة. وتجدد الاوساط البرتقالية اعلى ن التيار ووفق انتخابات 2009 لا يزال في المرتبة الاولى مسيحياً ومارونياً ويشكل نسبة لا تقل عن 60 و70 في المئة من المسيحيين والصناديق ستؤكد ذلك في 7 ايار.
وتشير الى ان دخول سليمان على خط دعم لائحة القوات المنافسة امر مشروع ولكن العمل الديمقراطي يجب ان يكون واقعياً ومن ضمن توجه واضح ومنطقي وصحيح فلا يمكننا ان ندعم اللوائح بإطلاق "الخبريات" التي بالمناسبة تخدم التيار ولا تضره ولانها تظهر الحقيقة على الارض كما هي.
في المقابل ترى الاوساط الكسروانية ان حماوة المعركة وتوزع القوى المسيحية الرئيسية في كسروان وجبيل على ثلاث لوائح يؤكد ان "كل الاسلحة" ستستعمل بالتدرج من الآن وصاعداً مع شعور كل الاطراف ان المعركة ليست سهلة وان نيل المقعد سيكون بفارق ضئيل بين المنافسين فيما سيلعب الضغط الاعلامي والشعبي والسياسي دوراً في الضغط على الناخبين معنوياً وخصوصاً لجهة الناخبين غير المنتمين اي التي لا تعرف وجهة تصويتهم وستعمل كل الاطراف على استمالتهم.
من جهته يشعر الدكتور جعجع وفق الاوساط بحجم "ثقل" المعركة في كسروان جبيل وان اللائحة التي يدعمها ستنال حاصل انتخابي واحد وبضعة كسور ويتردد ان لائحة التغيير الاكيد قد تصل الى مقعدين فيما يسعى حزب الله وحلفاءه الى مقعدين وحاصلين بينما سيكون التيار وحلفاءه في جو حصد 4 او 5 حواصل.
وخلال لقائه سليمان لم يوفر جعجع وفق الاوساط "قناة" الا وغمز فيها من جانب التيار الوطني الحر والرئيس عون من خلال التركيز على السيادة والسلاح والحدود واعلان بعبدا ومن خلال غمزه من تفاهم عون مع "سلاح حزب الله غير الشرعي" اما اللقاء بحذ ذاته وفي دارة سليمان "خصم التيار" في المنطقة يعد استفزازاً وفق الاوساط وتاكيد على حجم "التناقضات" بين التيار – باسيل وجعجع- القوات.