ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، قداس اثنين الباعوث في الكاتدرائية المريمية في العاصمة السورية دمشق.
وبعد الانجيل المقدس ألقى اليازجي عظة رأى فيها ان "عيد الفصح المجيد يوافينا والضيق يعتصر قلب هذا الشرق، يوافينا والاضطراب يتسيد أكثر من مكان، لكن كل هذا ليس له أن يزيح ناظرنا عن المسيح، نحن نعلم أن الأيام صعبة وأنها لم توفر دينا أو مذهبا أو إنسانا أو كنيسة أو مسجدا، لكن كل هذا ليس له أن ينيخنا تحت صليب شقاء هذه الدنيا، لأننا من صليب يسوع نتلمس فجر قيامتنا بقيامته وبحربة جلجلته نزيل حراب ضيقنا .نحن مغروسون في الشرق بقوة اسمه القدوس، وبرسوخنا في هذه الأرض رغم مرارة التاريخ، نضع نصب أعيننا على أرض أنطاكية، أرض المشرق، بما فيها أرض سوريا ولبنان هي جرن المعمودية الأول الذي صبغ أتباع الرب يسوع بلقب المسيحيين. إذا كان مزود بيت لحم هو المهد الذي احتضن الرب المولود وقدمه للدنيا، فإن أرضنا، أرض كنيسة أنطاكية هي المهد الذي احتضن إنجيله وقدمه للمسكونة نورا لف الدنيا وزنرها ببشارة الرب القائم".
واعتبر اليازجي انه "في يوم القيامة المجيد حري بنا أن نتأمل كمسيحيين كيف وصلتنا بشارة المسيح وكيف عبرت الزمن ومخرت عباب ألفي عام من التاريخ، نحن لسنا زوارا في هذه الأرض، نحن من شرايين جذورها، نحن دماؤها وعروقها، نحن لم ننطو يوما ولم نخف لأننا أصحاب قضية وأبناء وطن، ونحن مع الوطن سليلا كان أم معافى، من هذي الأرض نحتنا حجر كنيستنا ومن أقاحيها جبلنا ميرون عمادنا بالمسيح وبزيتونها استقبلناه في عيد الشعانين، لقد علقنا أجراسنا في أيام لم تكن أفضل بكثير من زمننا الحاضر، نحن لم نتغن بالأرض فحسب لا بل جبلنا دمنا بجداولها وهي منا هوية وكينونة".
وأضاف ان "صلاتنا من الكاتدرائية المريمية بدمشق من أجل بلدنا لبنان وأهلنا في لبنان. نسأل رب القيامة أن يقيم لبنان، الوطن والقلب، في الخير والوئام. نسأله صون استقرار هذا البلد ونسأله أن يدرأ عنه تداعيات الخارج. إن ملف الانتخابات النيابية العتيدة يحمل أهمية كبيرة لواقع هذا البلد ولكل مؤسساته الدستورية. من المعيب أن تقايض الملفات انتخابيا وأن تعتصر المصالح من قلب الظرف الحالي. نحن كأرثوذكس نبقى دوما جسر تواصل ولقيا. ونبقى أبعد من مجرد مصالح ضيقة تزول وتنمحي. ومن هنا دعوتنا لإجراء الانتخابات في موعدها وللحفاظ على المؤسسات الدستورية والابتعاد عن الخطاب الفئوي والطائفي المتشنج والالتفات إلى هموم المواطن المعيشية. ونهيب بالجميع ونقولها بالفم الملآن إن اهتزاز استقرار أي بلد أو أي منطقة في العالم له آثاره وتداعياته التي تعبر القارات والمحيطات.
ومن على هذا المنبر سلام قيامة وصلاة من القلب من أجل هذه المنطقة بكل بلدانها. سلام قيامة لفلسطين الجريحة ولعاصمتها وعاصمة قلوبنا القدس الشريف التي تبقى في قلبنا وذهننا كمسيحيين معراج افتقاد الرب الإله للجبلة البشرية ومحجتنا مسلمين ومسيحيين إلى رحمانية الله وذلك مهما عبرت مؤامرات وانتقلت سفارات. سلام قيامة للعراق وللشرق العربي ودعاء من القلب أن يكون الفصح الحاضر فصح عبور هذه الأرض إلى ضفة السلام".
وختم اليازجي: "ولأبناء كنيسة أنطاكية وطنا وانتشارا، سلام قيامة من سدة الرسولين بطرس وبولس. سلام لكم يا أبناءنا في الكرسي الأنطاكي. سلام بربنا الذي نسأله أن يحفظكم ويبارك بنيكم. سلام قيامة لأنطاكية الانتشار وأبنائها في أوروبا والأمريكيتين وأستراليا والخليج العربي وكل العالم، سلام قيامة لأبناء هذي الأرض الذين يحملونها بقلبهم كل يوم وتحملهم في قلبها مهما بعدت المسافات.
قام المسيح فسمر ضيقاتنا، قام المسيح ليدفن أحزاننا، قام المسيح ليرحم موتانا، قام المسيح، والخليقة تجددت، قام المسيح والحراب تكسرت، قام المسيح والكنيسة تشددت، قام المسيح والظلمة تهاوت، قام المسيح والناس تهللت".