جال وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة ووزير خارجية إمارة موناكو جيل تونيللي على مدرسة طريق الجديدة الرسمية الأولى قرب مستشفى المقاصد، والتي تستقبل مئات التلامذة النازحين في دوام بعد الظهر، ورافقهم في الزيارة ممثلة المفوضية العليا في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميراي جيرار ومديرة مشروع التعليم الشامل في الوزارة صونيا الخوري والمستشار الإعلامي ألبير شمعون وكانت في استقبال الوفد مديرة المدرسة حنان القاضي والهيئة التعليمية.
وجال حمادة وتونيللي والوفد المرافق على صفوف المدرسة، وتحدثوا إلى التلامذة في مرحلة الروضة وفي التعليم المتوسط والثانوي، واستمعوا إلى تطلعاتهم نحو بناء مستقبلهم بعد التعليم والتخصص، وقد عبروا للوفد الضيف عن آمالهم بأن يعودوا ليسهموا في بناء وطنهم بعد تحقيق الهدوء والإستقرار.
وعقد حمادة وتونيللي والوفد المرافق اجتماعا في غرفة الإدارة، وضع في خلاله وزير التربية ضيفه في أجواء الضغوط التي تعرض لها التلامذة نتيجة الحرب والنزوح من سوريا حتى وصلوا إلى لبنان، وشرح حجم الأعباء المترتبة على وزارة التربية إداريا وتربويا وماليا من أجل العناية بالنازحين وتقديم التعليم الأفضل لهم. كما أوضح كيفية تقديم العناية النفسية والإجتماعية التي يحتاجون إليها نتيجة لمعاناتهم، وأعطى مثالا على المدرسة التي يزورونها والتي تستقبل تلامذة لبنانيين وسوريين وفلسطينيين في دوام قبل الظهر، كما تستقبل تلامذة نازحين بعدد هائل يفوق الـ 750 تلميذا في دوام بعد الظهر. ونوه بالدور "الإنساني والحضاري الذي تقوم به إمارة موناكو الصغيرة جغرافيا والكبيرة إنسانيا".
كما اجتمعا مع المتطوعين المدرسيين الذين يشكلون صلة الوصل بين التلامذة وإدارة المدرسة والأهالي، وشكروهم على جهودهم وقدموا إليهم هدايا رمزية من وزارة التربية ومن إمارة موناكو.
وصرح حمادة: "نرحب بوزير خارجية إمارة موناكو جيل تونيللي والوفد المرافق في هذا الصرح التربوي الواقع في قلب بيروت والذي يجمع تلامذة لبنانيين وسوريين وفلسطينيين نازحين، وهي مدرسة تنخرط ضمن نموذج المدارس التي تقدم التعليم للجميع في لبنان والذي بدأنا تنفيذه منذ سنوات إستجابة لمقتضيات الأزمة السورية وللحرب الدائرة فيها ونتج عنها تدفق للنازحين. ونقدم من خلال هذه المدارس التعليم للجميع بدعم من منظمات الأمم المتحدة والجهات المانحة. إن إمارة موناكو تتعاون معنا في تقديم الدعم لهذا المشروع من خلال المنظمات الدولية، وكرم هذه الدولة الصغيرة يظهر من خلال العديد من النشاطات والبرامج التي يتم تنفيذها في هذه المدرسة وغيرها".
بدوره، قال تونيللي: "إنها زيارة للتعبير عن الصداقة ولمتابعة ومعاينة تطبيق برنامج الشراكة في التعليم الذي تسهم في دعمه إمارة موناكو، لا سيما وأن العلاقات وطيدة وقديمة بين الإمارة ولبنان وتعود إلى خمسينات القرن الماضي. كما تتيح لنا هذه الزيارة التباحث مع السلطات اللبنانية في المشاريع المشتركة ومن ضمنها الشراكة التربوية".
أضاف: "إن الشراكة بين البلدين تشمل الإسهام في البرامج التربوية والصحية وتمكين الشباب من إتقان مهنة لدخول سوق العمل. فإمارة موناكو الصغيرة جغرافيا والتي لا تقوم بهذا الدعم من أجل أي فائدة إقتصادية أو سياسية إنما تقوم بذلك لتعبر عن حضورها وتضامنها وصداقتها مع لبنان، وبالتالي فإن تقديماتنا المتواضعة تصب في هذه الخانة الإنسانية. لذا، فإنني أعبر عن سعادتي لوجودي في هذه المدرسة وعن تأكيد دعمنا للبنان في الإستجابة للأزمة السورية".