أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في تصريح له، أن "معظم القادة العرب سيحضرون "قمة الدمام" الأحد المقبل، ولن يتغيب عنها سوى المريض أو غير القادر على تحمّل أعباء السفر، لأنها تعقد في دولة عربية ذات أهمية كبيرة"، لافتاً الى أن "القمة ستبعث بإشارات واضحة إلى إيران، تتعلق بتزويدها "انصار الله" صواريخ باليستية أطلقت على الأراضي السعودية أخيراً، ومطالبة المجتمع الدولي بتعديل الاتفاق النووي، فضلاً عن رسالة إلى إسرائيل في ضوء التصعيد الأخير في غزة ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأخرى تتعلق بإدانة استخدام الكيماوي في سوريا".
وأوضح أبو الغيط أن "إيران تتحرك في المنطقة وكأن الأخيرة تابعة لها"، مشيراً إلى أن "القمة المقبلة ستحمل إشارات إدانة إلى طهران، وستبعث برسائل واضحة تطالبها بتغيير نهجها، وتدين تدخلاتها وتطالب المجتمع الدولي بوقف هذه التصرفات".
وتابع بالقول أن "اللجنة الرباعية المعنية في الشأن الإيراني، والتي تضم كلاً من وزراء خارجية مصر ودولة الإمارات والسعودية والبحرين والجامعة العربية، سبق أن تناولت هذا الأمر، ولكن الجديد هو إضافة بندين إلى إعلان الدمام الأول خاص بالاتفاق النووي الايراني، وينص على ضرورة العمل على تعديل هذا الاتفاق، ليكون ملزماً وغير قابل للتراجع ولا يرتبط بإطار زمني"، منوهاً الى أنه "في ما يتعلق بالصواريخ الباليستية، فستطالب القمة المجتمع الدولي بالحد من قدرة طهران على تطوير صواريخ عابرة للقارات، إضافة إلى تقييد تحركها في مسرح الإقليم".
كما استبعد أبو الغيط "التوصل إلى حل للقضية اليمنية"، معتبراً أنه "لا يبدو لي أن ملف اليمن على وشك تحقيق انفراج سياسي".
اما بالنسبة الى ملف فلسطين، فأكد أنه "سيكون للقمة موقف من سلطة الاحتلال وتصرفاتها تجاه الفلسطينيين في غزة"، ذاكراً أن "هناك أفكار كثيرة مطروحة، ويبقى القرار للقادة العرب والسلطة الفلسطينية، إذا ما أرادوا إحالة الملف على مجلس الأمن".
وفي موضوع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، فشدد على أن "هناك قرار صادر عن الاجتماع الوزاري الذي عقد الشهر الماضي، ستتبناه القمة بالتأكيد، وينصّ على إدانة هذا قرار ترامب ورفضه، ومطالبة المجتمع الدولي بالتصدي له"، مؤكداً أن "ليس هناك ما يسمى بصفقة القرن، ولم أطلع على تفاصيلها، وبما أننا على غير علم بالرؤية الأميركية لحل القضية الفلسطينية، لا يمكننا التعليق عليها".
أما عن سؤال حول الاتهامات الدولية لنظام بشار الأسد باستخدام أسلحة كيميائية في دوما أخيراً، أشار إلى أن "هناك قرارات دائماً ما تدرجها القمم العربية بشجب استخدام الكيماوي ضد الشعب السوري".
وتابع بالقول أن "الملف القطري غير مطروح على جدول أعمال القمة"، معتبراً أنه "ملف على الجانب".
كما لفت الى أن "الجامعة العربية تحتاج دعماً وتوافقاً عربيين قويين"، كاشفاً أن "مساهمة الدول الأعضاء في موازنة الجامعة تقلصت الى 20 في المئة خلال العام الحالي، مقابل 50 في المئة خلال العام الماضي، و67 في المئة خلال عام 2016".
وختم أبو الغيط بالقول أنه "لم يسبق لي على الإطلاق، على رغم أني أبلغ من العمر 75 عاماً، وعايشت مأساة 1967، أن رأيت وصفاً لما يحدث في المنطقة العربية الآن".