لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة الى أن "الصمود والثبات وعدم الخضوع للابتزاز والتهديد والوعيد والاصرار على مواجهة التحديات، يفشل العدوان ويحبط الأعداء ويربكهم ويجعلهم في حيرة وتردد وضياع، كما هو حال الرئيس الأميركي اليوم حيال العدوان على سوريا".
وأشار الى أن "التصعيد الأميركي الغربي ضد سوريا مرتبط بشكل عام بفشل مشروعهم في سوريا وفشل رهاناتهم الواحدة تلو الأخرى، ومرتبط بشكل خاص وأساسي بما حصل في الغوطة الشرقية ومحيط دمشق، حيث فشل الرهان الأميركي الغربي السعودي على الجماعات الارهابية في هذه المنطقة التي كانت تشكل بالنسبة لهم قاعدة أساسية لاستهداف النظام بحكم قربها من العاصمة دمشق، فالفصائل الإرهابية المسلحة التي كانت موجودة في الغوطة الشرقية بلغت أكثر من عشرين ألف مقاتل، من جيش الاسلام ومن فيلق الرحمن ومن بقية الجماعات الارهابية الأخرى، وكانت لديهم دويلة في الغوطة، وكانوا يشكلون تهديداً مباشراً لدمشق من جوبر وغيرها".
وقال: "كل هذه الفصائل انهزمت أمام ضربات الجيش السوري وحلفائه وتم تحرير الغوطة الشرقية بالكامل، وهو إنجاز ضخم وكبير كسر ظهر الأميركي وحلفائه، وأقلق الغرب، فاخترعوا مسرحية الكيميائي، واندفعوا نحو التهديد والوعيد بالعدوان والحرب على سوريا"، معتبراً أن "التصعيد الأميركي الغربي ضد سوريا كما يكشف عن حجم الهزيمة التي مني بها المشروع الأميركي الغربي في سوريا، فهو يكشف أيضاً عن الطبيعة العدوانية الاميركية الغربية ضد دول وشعوب منطقتنا، وعن حجم الأحقاد الاسرائيلية والسعودية ضد سوريا وإيران والمقاومة وفلسطين، فالسعودي والاسرائيلي يحرضان أميركا على العدوان ليس على سوريا وحدها بل على إيران والمقاومة أيضاً".
وأوضح أن "التحريض السعودي للعدوان على سوريا ليس غريباً على السعودية وهو لا يحصل لأول مرة ضد بلد عربي، فقد حرضت السعودية وعلى امتداد تاريخها أميركا لضرب بعض الدول العربية والاسلامية من أجل التنفيس عن أحقادها تجاه بعض دول وشعوب المنطقة ولحماية النفوذ الأميركي في المنطقة الذي يحمي عرشها وملوكها وأمرائها، فقد حرضت السعودية في العام 1966 على العدوان على مصر حيث جاء في رسالة الملك فيصل السرية إلى الرئيس جونسون بتاريخ 22/12/1966 ضرورة أن تقوم أميركا بدعم إسرائيل بالهجوم على مصر وعلى سوريا والاستيلاء على قطاع غزة. ودعمت مصطفى البرزاني لإقامة دولة كردية في شمال العراق وحرضت ولا تزال تحرض على العدوان على إيران، وقد فضح وزير الخارجية الأسبق جون كيري الملك عبد الله حيث قال: إن الملك عبد الله طلب منه رسمياً ضرب إيران. وحرضت قبل مدة على ضرب قطر وفرضت عليها حصارا لا يزال قائما، وها هي اليوم تحرض للعدوان على سوريا وتبدي استعدادها للمشاركة والتمويل والدعم".
وأضاف: "أما تحريض إسرائيل للعدوان على سوريا وعلى إيران فأمر في غاية الوضوح فهي في كل يوم تحرض ضد إيران وهي تعتدي على سوريا وتحرض أميركا للعدوان على سوريا وتعمل على إسقاط النظام في سوريا بكل قوة. ولذلك فإن أبرز المحبطين اليوم من تراجع احتمالات العدوان على سوريا هو السعودية وإسرائيل. وسيصابون بخيبة أمل كبيرة إن لم يحصل العدوان خصوصاً وأن العدوان كان سيغطي على جرائم السعودية في اليمن وعلى جرائم إسرائيل في فلسطين" ورأى أن "أي عدوان على سوريا لن يغير من المعادلات الميدانية ولن يجعل المهزوم منتصرا فما بعد تحرير الغوطة الشرقية لن يكون كما قبلها".