رأت مصادر سياسية لبنانية ان معظم رؤساء الكتل النيابية اللبنانية لم يتصرفوا بمسؤولية حيال الاوضاع الإقليمية التي استجدت في الايام القليلة الماضية، والتي رافقها تهديدات اميركية وأوروبية بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، مع احتمال ان تتحول هكذا ضربة في حال حصولها الى حرب تنجر اليها دول عربية وأقليمية.
وقالت هذه المصادر ان ما يجري في المنطقة والذي يمكن في حال تدهور الاوضاع ان يؤثر بشكل سلبي على الاستقرار في لبنان وربما إقحامه في نزاعات نجح حتى الان في تفاديها، لا يتم التعامل معه من قبل القيادات اللبنانية بشكل يحميه ويصون وحدته.
واعتبرت المصادر ان كلام وزير الصناعة حسين الحاج حسن قبل دخوله جلسة مجلس الوزراء الأخيرة لجهة قوله ان "الصمت ازاء احتمال توجيه ضربة عسكرية في سوريا مريب وأين ١٤ اذار مما يحصل"، يندرج في اطار المزايدات مع اعتراف الجميع بمن فيهم حزب الله انه لم يعد هناك من وجود لا لـ١٤ أو لـ٨ اذار، بعد ان خلطت العملية الانتخابية أوراق هذه التحالفات .
اما كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن أن "دعاة النأي بالنفس في هذه الحالة يساهمون بالعدوان على سوريا"، ورفض النائب سليمان فرنجية العدوان واستخدام الارض والسماء والمياه اللبنانية، ورد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على بري قائلا "صديقي بري، ان النأي بالنفس يعني النأي بالنفس، ونقطة على السطر"، وكذلك اعتماد وزير الخارجية جبران باسيل على حكمة حزب الله وحرصه على لبنان يثنيه عن القيام بأي خطوة خطرة على البلاد، كل ذلك وفق المصادر يدخل في اطار تسجيل مواقف لا اكثر ولا اقل ونشر التشنج الذي نحن بغنى عنه .
ولاحظت المصادر ان كل هذه القيادات تتشاور وتلتقي وتعقد الاجتماعات المطولة والمكثفة اذا كان الامر يتعلق بتعيين موظف سواء من الدرجة الاولى او من درجة دنيا، وتمتنع عن عقد لقاءات للتوصل الى موقف واحد موحد من هذه الازمة. وسألت، ما الذي يمنعها من التنسيق مع رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري لعقد اجتماع طارئ لكل هذه القيادات لاتخاذ موقف واحد منطقي وعادل يأخذ في الاعتبار وضع لبنان وقدراته وتوازناته الداخلية؟.
وتابعت المصادر ان لبنان الذاهب الى القمة العربية وعلى اعلى المستويات اي بمشاركة رئيسي الجمهورية والحكومة، لا يملك على ما يبدو حتى الساعة معطيات عما سيكون موقفه في حال قرر وزراء الخارجية العرب تقديم إقتراح على القمّة يقضي بالوقوف الى جانب الغرب في حربه المُحتملة على سوريا، او تأييدها في حال حصولها، مع مواقف قيادات وازنة من ان النأي بالنفس هو "مشاركة بالعدوان".
ورأت المصادر نفسها ان لبنان الخارج من مؤتمر "سيدر" في باريس والذي شهد تعاطفا دوليا معه للنهوض بإقتصاده، لا بد وانه يراقب ما ستكون مواقفه التي ستعتبر مهمة جدا بالنسبة للدول المانحة، التي، من المفترض ان تعزز استقراره السياسي الداخلي بدل ان تعيده الى عهود التشرذم التي ترعب الدائنين واصحاب رؤوس الأموال .
وخلصت المصادر الى القول بأن المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة التي استجدت ان يعي الجميع خطورة الوضع وألاّ ينجرّوا الى سياسة المحاور، وان يعملوا على وضع جميع إمكاناتهم في خدمة لبنان والتنسيق مع رئيس الجمهورية سواء في الدعوة لاجتماع عاجل برئاسته لبحث كل الامور بصدق وشفافية، انطلاقا من مصلحة لبنان العليا التي يحرص رئيس البلاد للمحافظة عليها، كما فعلوا خلال ازمة احتجاز رئيس حكومتهم في المملكة العربية السعودية .