أكد وزير الصحة غسان حاصباني، في كلمة له خلال رعايته حفل تدشين المنتج الوطني من المستحضرات ذات التقنية الحيوية، والذي نظمته شركة "آروان" للصناعات الدوائية في لبنان، في مصنعها في بلدة جدرا، أنه "يسرني أن يتسنى لي، وفي العمر القليل الباقي من عمر الحكومة، أن افتتح فعاليات تدشين المنتج الوطني من الأدوية التي تصنع عن طريق التقنية الحيوية ما يسمى بالـ BiotechnologY- والتي بدأت أنظار العالم تتجه إليها منذ أواخر القرن الماضي مع بزوغ عصر العلاج الموجّه، لما لهذه الأدوية من دور أساسي في علاج الأمراض المستعصية والتي كان علاجها شبه مستحيل في الماضي القريب"، لافتاً الى أنه "يسرني أيضاً ان أشهد مثل هذا التعاون بين شركاتنا الوطنية والشركات الأوروبية، لنقل المعرفة الفنية وتمكين شركاتنا من إنتاج مثل هذه الأدوية الحساسة، لما في ذلك من أثر كبير في توفير الأدوية النوعية لمرضانا وبأسعار منافسة، مما يساعد في تخفيف الأعباء على الوزارة -وعلى السوق بشكل عام- التي التزمت علاج الأمراض المزمنة، ومؤسسات الدولة الأخرى مثل الجيش وقوى الأمن وغيرها، وكذلك في وصول الدواء الى المريض الذي كان يعجز أحيانا عن تأمينه بسبب سعره الباهظ".
وأوضح حاصباني "أننا في الوزارة نولي الصناعة الدوائية الوطنية كل الاهتمام والدعم، لما لهذه الصناعة من أهمية قصوى في تأمين الأمن الدوائي للمواطن وفرص عمل لشريحة متعلمة من أبناء الوطن، ونعتمدها بامتياز في مشتريات الوزارة"، مشيراً الى "اننا نؤكد بأنها لا تقل جودة وكفاءة عن مثيلاتها العالمية بسبب حرص الوزارة على اعتماد المعايير العالمية في تطبيق أصول التصنيع الدوائي الجيد (GMP) في كل المصانع التي تتعاطى صناعة الدواء، وكذلك في تسجيل الأدوية والتي تخضع لدراسات مستفيضة من قبل لجان مختصة وحسب الأصول المتبعة عالميا مثل الإتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية".
كما أعلن أن "الوزارة بدأت التعاون مع الإتحاد الأوروبي في مجال التأكيد على التصنيع الدوائي الجيد المتبع في مصانع الأدوية اللبنانية، وقد شكلنا خلية عمل لمتابعة هذا المشروع المهم، وعقدت أول ورشة عمل مع وفد الإتحاد الأوروبي الذي كلف بهذه المهمة في مقر الوزارة في شهر كانون الثاني المنصرم، بحضور المصانع الوطنية، وقد انبثق من هذه الورشة توصيات واقتراحات مصانعنا بصدد اتباعها، وكذلك سلسلة لقاءات أخرى للمتابعة"، لافتاً الى أنه "يسرني أن أعلن بأن المصانع اللبنانية وشركة آروان بالتحديد، تتمتع بالحيثيات المطلوبة عالميا لانتاج ما يسمى بالـBiosimilar، بعد أن هيأت مصانعها، تحت إشراف الوزارة وبالاستعانة بجهات عالمية مرجعية مخولة تقييم المصانع، لانتاج هذه الصناعة الدقيقة".
وتوجه الى المستشفيات والاطباء بالقول "نحن في وزارة الصحة نحثكم على اعتماد الدواء اللبناني في مستشفياتكم، لأنه لا يقل جودة وكفاءة عن الدواء الأجنبي، ويساهم في تقليل كلفة الاستشفاء لمرضى الكلى في لبنان، ولكنه يتميز بأنه صناعة وطنية تساهم في إيجاد فرص عمل لشبابنا والحد من هجرة الأدمغة يساهم في تعزيز اقتصادنا إذ تبقى الصناعة من أهم ركائز الاقتصاد. وكذلك يساهم في تعزيز الأمن الدوائي لبلادنا، ويساهم هذا الدواء في تقليل كلفة الاستشفاء لمرضى الكلى في لبنان"، معتبراً أنه "في هذا الملتقى الذي يستضيف أشقاء من الدول العربية، يسرني أن أبلغكم بأننا نسعى مع الأخوة وزراء الصحة في الدول العربية، الى تعزيز التعاون في مجال تسجيل وقبول الدواء في ما بيننا وقد بدأنا مع جمهورية مصر العربية والعراق، وسوف نستمر إن شاء الله في هذا المسعى لما فيه مصلحة الجميع". وأمل من "الأطباء وممثلي الشركة في الدول الشقيقة التعامل معنا في هذا المجال، ونقل تحياتنا لمعالي وزارء الصحة والعمل على توفير الأدوية اللبنانية بشكل عام وأدوية آروان بشكل خاص في مستشفياتكم ودولكم"، منوهاً الى أنه "إضافة الى ما سبق، نحن في صدد التحضير لمناقصة واسعة للأدوية في وزارة الصحة العامة، وهذه المرة الاولى التي نقوم فيها بمناقصة عامة في ادارة المناقصات التابعة لادارة الدولة اللبنانية وليس في وزارة الصحة، وسيكون هناك حصة كبيرة للصناعة الدوائية اللبنانية تحديدا تشجيعا لهذه الصناعة وتعزيزا لحصتها السوقية لكي تتخطى 7 %، وان شاء الله تصل الى 15 و20 %، وتكون هذه مساهمتنا كوزارة صحة عامة لتشجيع الجهات الضامنة الأخرى في لبنان على اتخاذ اجراءات ممثلة".
وختم حاصباني بالقول "أتمنى المزيد من القفزات النوعية في مصانعنا الدوائية لتوفير أكبر عدد ممكن من الأدوية النوعية لمرضانا، كما أتمنى لشركة آروان الرائدة في صناعة الأدوية الحساسة والشركات الوطنية، المزيد من التقدم والإزدها والنجاح الدائم".