دان وزير دولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو "العدوان الغربي على سوريا"، معتبراً انه يشكل خرقاً لأبسط قواعد القانون الدولي، وحرباً موصوفة بكل المعايير على دولة ذات سيادة.
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال قانصو: "ربما تعقب هذا العدوان حلقات عدوانية أخرى، لأن لا شيء يحول دون التوجّس من رئيس دولة عظمى يتخذ قراراته بهذه الخفة وبهذا التسرّع".
ورأى أنه "لكن كما أفشلت سوريا هذه الحلقة الأولى من العدوان الأميركي المفتوح عليها نحن واثقون انه حتى لو كرّر ترامب وحلفاؤه الأوروبيون جريمتهم، فإن هذه الإعتداءات لن تستطيع ان تطوع إرادة الشعب السوري ولا أن تفرض شروطها عليه".
ورداً على سؤال حول "إمكانية تأثر لبنان بهذا العدوان أو بإعتداءات أخرى قد تطال سوريا"، قال: "حكماً نعم، إذ لا يمكن لهذه الحرب التي تشّنها الإدارة الأميركية على سوريا أن تنحصر تداعياتها في نطاق جغرافي محدّد، بل ستشمل المنطقة بأسرها، بمعنى أنه ستكون لها إرتدادات على الساحة العراقية كما على الساحة الفلسطينية وبالضرورة على الساحة اللبنانية". وذكّر قانصو بما أدلى به في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، لجهة ضرورة ان يحصّن لبنان نفسه ويحمي أجواءه ومياهه الإقليمية من أية خروقات سواء أكانت اسرائيلية أو أميركية غربية تهدف الى توجيه ضربات الى سوريا عبر الأجواء أو المياه الإقليمية.
ورداً على سؤال، أوضح قانصو أن النأي بالنفس لم يكن مرة عن أي عمل عدائي يطال لبنان أو أية دولة عربية شقيقة، مشدداً على أن "سوريا دولة شقيقة وعندما يستهدفها عدوان غاشم فلا يمكن ان ندير ظهرنا لما تتعرض له ونقول نحن نغفل ذلك لأننا اعتمدنا سياسة النأي بالنفس".
وشدّد على أن "سياسة النأي بالنفس تعني ابتعاداً عن صراع المحاور، ولكن ان تتعرّض سوريا لعدوان أميركي بهذا الحجم أو لعدوان اسرائيل كما حدث منذ أيام فعندها لا يمكن للبنان إلا أن يقف الى جانب سوريا عملاً بغطاء جامعة الدول العربية".
وفي هذا السياق، ربط قانصو ما بين توقيت العدوان الأميركي على سوريا بالتزامن مع إنعقاد القمّة العربية، أي اجتماع الرؤساء والملوك والقادة العرب، قائلاً: "ألا يعني ذلك استخفافاً فاضحاً بكل القيادات العربية"، سائلاً: "هل يقرأ العرب مدلول هذا التوقيت؟"
وتوقّع قانصو ان يطرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال مشاركته في القمة العربية، مجدداً أهمية أن تلعب الجامعة العربية دوراً حيوياً في التضامن العربي وفي الطليعة قضية فلسطين وقضية الوقوف بوجه هذه الحرب ضد سوريا.
وطالب بعودة سوريا الى الجامعة، قائلاً: "هذا الأمر يفترض أن يكون بديهياً"، مضيفاً: "لا يوجد عروبة من دون سوريا".
واعتبر قانصو ان "الغباء" العربي هو الذي اتخذ القرار المشؤوم بشطب سوريا من لائحة الدول العربية.
وفي سياقٍ متصل، أكد قانصو أن "لنا ملء الثقة بالمواقف التي سيتخذها عون في هذه القمة وهي ستعبّر فعلاً عن إرادة اللبنانيين والتطلع الى موقف عربي يرفع من كرامة العرب ويصون حقوقهم في وجه العدو الإسرائيلي أو هذا الحلف الأميركي – الغربي الذي يستهدف سوريا ومن خلالها كل العرب".