اعتبرت صحيفة "الراية" القطرية أن "العمليات العسكرية الأميركية الفرنسية البريطانية، ضد مواقع للنظام السوري، جاءت تأكيداً على عدم تسامح المجتمع الدولي مع قتلة الأطفال باستخدام السلاح الكيميائي مهما كان الفاعل، ولذلك فكان لا بد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أن يدفع الثمن، ومن هنا وجدت العمليات التأييد العربي والدولي، ولذلك ينبغي على المجتمع الدولي ألا يكتفي بمثل هذه الضربات فقط، وإنما المطلوب إظهار الحساسية ذاتها ضد الأسلحة التقليدية التي ظل يستخدمها النظام لقتل مئات الآلاف من السوريين الأبرياء، مثلما تم إظهار الحساسية ضد الأسلحة الكيميائية".
ولفتت الى أن "ترحيب دولة قطر وتأييدها لهذه العمليات العسكرية، جاء انطلاقاً من موقف قطر الواضح الداعم للشعب السوري، الذي يواجه بطش نظام قاتل استمرأ باستخدام الأسلحة الكيميائية والعشوائية ضد المدنيين، وعدم اكتراثه بالنتائج الإنسانية والقانونية المترتبة على تلك الجرائم"، مشددة على أن "النظام السوري يتحمل المسؤولية الكاملة عن الجريمة البشعة التي ارتكبها باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية، وغيرها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي أودت بحياة أطفال ونساء ومدنيين طوال السنوات الماضية. ولذلك فإن المطلوب من المجتمع الدولي أن يتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية الشعب السوري وذلك مرهون بإجبار النظام على التنحي ومحاسبة قادته على جميع الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين".
ولفتت الى أنه "من المهم أن يقوم مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته لوقف جرائم النظام واستخدامه الأسلحة المحرمة دولياً وأن يعمل على تقديم مرتكبي تلك الجرائم للعدالة الدولية، وإن المطلوب أيضاً أن يعمل المجتمع الدولي على تفعيل جهود الحل السياسي للأزمة الذي يستند إلى بيان جنيف لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق في الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية"، معتبرة أن "أهمية العملية العسكرية الثلاثية ضد نظام الأسد تنطلق من أنها تمثل رسالة واضحة تبشر بموقف دولي جديد يجب تفعليه من أجل تجريد النظام من جميع أسلحته ليست الكيماوية فقط، وإنما حتى التقليدية، ولذلك فإن المطلوب وضع إستراتيجية أوسع من الضربة الواحدة من أجل احتواء محاولة بشار الأسد قتل المزيد من الشعب السوري بدعم روسي، وإن الرسالة المطلوبة تتمثل في أن يدرك الأسد أنه سيدفع ثمناً باهظاً إذا ما استخدم السلاح الكيميائي مجدداً".