اعتبر المعارض السوري الكردي عبد الباسط سيدا أن أهمية الضربة التي وجهها التحالف الدولي على مواقع للنظام السوري "في دلالاتها السياسية بالدرجة الاولى"، لافتا الى انّها "ادانة واضحة من جانب الدول الغربية التي شاركت أو أيّدت الضربة لجرائم النظام في ميدان استخدام الكيميائي ضد المدنيين".
ورأى سيدا في حديث لـ"النشرة" ان "تحميل كل من روسيا وإيران مسؤولية تمادي النظام في جرائمه، وذلك في سياق تسويغ الضربة، أمر له مغزى خاص، فحواه بأن كل ما فعلته روسيا في سوريا حتى الآن لا يعطيها الأهلية للتفرد بالشأن السوري". وقال: "كان من المتوقع ان تكون الضربة أوسع وأوجع، إذا صح التعبير، ولكن في جميع الأحوال لم نكن نتوقع ان تكون قاصمة ماحقة، كتلك التي استهدفت نظام صدام حسين في 2003". وأضاف: "ما نعتقده انه رسالة جديّة، ستكون موضوعا لمباحثات مطولة بين المعنيين بهدف إعادة النظر في قواعد الاشتباك وتوزيع المناطق، وتحديد الخطوط الحمراء، في انتظار توافق عام قد يطول".
الأميركي والقرار الأخير
وردا على سؤال، أشار سيدا الى ان "الضربة التزمت بما كان معلناً وهو انه لن تطال حلفاء النظام، وذلك ربما لتلافي الاحتكاك المباشر مع الروس"، معتبرا انّه "في جميع الأحوال نرى أن الحدّ من النفوذ الإيراني في سوريا هو هدف واضح للإدارة الاميركية وحلفائها، وربما سيكون هناك توافق مع الجانب الروسي ايضاً على ذلك في نهاية المطاف".
وأشار سيدا الى ان "توجيه ضربات جديدة يتوقف على نتائج الاتصالات والتفاهمات التي قد تكون أو لا تكون، خاصة وان روسيا تدرك انها لا تستطيع بمفردها وفي ظروفها الحالية مواجهة تحالف غربي جاد". وقال: "كل ما هنالك هو انها تسعى من أجل المزيد من النقاط لتصرفها عند الجانب الاميركي الذي يظل صاحب القرار الأخير في تحديد معالم التعامل الإقليمي والدولي مع الموضوع السوري".
الدور العربي في سوريا؟
واعتبر سيدا ان "هذه الضربة جاءت لتؤكد للاطراف المنتشية بما حصل في الغوطة بأن الأمور لم تحسم بعد، وبالتالي فهي قد صارت على مزاعم "النصر المطلق". وأضاف: "كل ما حصل في سوريا كان نتيجة الصراعات الإقليمية والدولية على الارض بأدوات سورية في معظم الأحيان، ولكن يبدو اننا الان قد انتقلنا الى مرحلة المواجهة بين القوى الفاعلة نفسها وبصورة مباشرة".
وشدد سيدا على ان "أي حل سياسي مستقبلي لا يمكن ان يتجاهل السوريين، بل لا بد ان يكون عبرهم، حتى ولو ما باب الواجهة التزيينية". وقال: "لذلك ليس من المستبعد ان يتم تحريك العملية السلمية من جديد. غير ان ذلك يتوقف على نتائج المباحثات بين الجانبين الاميركي والروسي تحديداً".
وختم مشددا على ان "الأميركيين لن يسمحوا للروس بالتفرد بالموقف. ولبلوغ ذلك ستعزز الولايات المتحدة تحالفها مع شركائها التقليديين في أوروبا، وسيتم التوصل الى صيغة من التفاهم مع تركيا بعد تجاوز الهواجس". واضاف: "كما ان تفعيل الدور العربي في سوريا سيكون خيارا مرجحاً لاضعاف التمدد الإيراني".