في ظاهرة لافتة في هذه الأيام من السنة، بدأت "دودة الصندل" بالإنتشار في بعض المناطق اللبنانية، لا سيما في الأحراش التي تقع على أتوستراد المتن السريع، وفي حرش في بلدة بسكنتا، في المتن الشمالي، حيث هو الأعلى لأشجار الصنوبر في الشرق الأوسط.
في هذه الفترة من السنة، تبدأ دودة الصندل بالخروج من العش الذي كانت قد نسجته بعد خروجها من بيضتها، والتي كانت قد وضعتها فراشاتها على الأشجار الصمغية. فتخرج لتتغذى من أشجار الصنوبر والسنديان، ما يساهم في موت الشجرة، اضافة لبعض الآثار السلبية على صحة الإنسان (حساسية في الجهاز التنفسي وعلى الجلد).
في هذا السياق، أرجع المهندس الزراعي سهيل عبود، في حديث لـ"النشرة"، أسباب ظهور "دودة الصندل: إلى عامل الطقس"، ويشير إلى أن "دورتها باتت أسرع من المعتاد، حيث من المفترض أن تظهر في فصل الصيف، ويلفت إلى أن الأمر يشمل أنواعا أخرى من الحشرات، من المفترض أن تموت في فصل الشتاء، لكن هذا العام لم يحصل ذلك".
وأوضح عبود أن "هذه الدودة تستهدف أشجار الصنوبر والسنديان بشكل خاص، كما أن لها تداعيات على أي شخص يكون على تماس مباشر معها، لأنها تسبب الحساسية".
من وجهة نظر عبود، فإن "أفضل طريقة لمواجهة هذه الحشرة هي رشّها بنوع معيّن من البكتيريا، "bacillus thuringiensis"، التي تعيش على الصندل وتقتلها، ويرى أن "هذه أفضل للعلاج"، ويشير إلى أن "هناك أيضاً الرش بالسموم"، لكنه لفت إلى أن "الطريقة الثانية لها تداعيات سلبية متعلقة بأنها تقتل كل أنواع الأعداء الطبيعيين"، وأضاف: "هناك أيضاً الصيد، لكن هذه الطريقة ملبكة ولن تستطيع القضاء عليها بشكل كامل".
بدورها، أكدت مصادر وزارة الزراعة، عبر "النشرة" أن "دودة الصندل لا تؤدي إلى موت الأشجار إلا في حالات خاصة، وضررها يقتصر على يباس بسيط في هذه الأشجار"، لافتة إلى أن "الوزارة تقوم برش أشجار الصنوبر والسنديان في فصل الخريف لحمايتها من الحشرات ومن دودة الصندل".
وأوضحت المصادر أن "الوزارة تقوم بتوزيع أدوية على المدارس والمنازل المحيطة بالأحراش لحماية الناس من حساسية دودة الصندل وليس لقتل هذه الحشرة، أما أدوية مكافحة دودة الصندل فتقوم الوزارة برشها في الخريف من كل عام"، مضيفة "أنه يجب التمييز بين دودة الصندل وباقي الحشرات التي قد تفتك بأشجار الصنوبر والسنديان، ونظرا لتغير المناخ وعدم وصول الشتاء والبرد إلى بعض المناطق، ظهرت حشرات كثيرة في هذا الوقت قد يكون تأثيرها سلبي على الأشجار".
بدوره، أشار رئيس تعاونية جبل صنين للزراعة المستدامة والمتكاملة يوسف خوري حنا، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "ظاهرة اليباس في أشجار الصنوبر تحتاج إلى معالجة على مستوى الأحراش لتخفيفها والحد منها"، لافتاً إلى أن "وزارة الزراعة على علم بالموضوع لكن المشكلة تكمن في غياب القدرات، خصوصاً أن عمليات الرشّ في الأحراج تحتاج الى استخدام المروحيات".
وفي حين أوضح أن "المشكلة ليست فقط في بسكنتا بل في كل لبنان"، لفت خوري حنا إلى أن "الأضرار في بسكنتا لا تزال ضمن المقبولة ومن الممكن معالجتها قبل فوات الأوان".