هناك شبه اجماع في الاوساط السياسية المتابعة لمجريات العملية الانتخابية ان الكتل النيابية الوازنة تمكنت من عقد تحالفات، وان كان بعضها هجين لدرجة تستطيع معه العودة الى المجلس النيابي بنفس عدد المقاعد الحالية لدرجة ان نتائج هذه الانتخابات اصبحت معروفة بما فيها دائرة كسروان-جبيل .
لكن التيار الوطني الحر وبحسب المصادر والذي حقق انتصارا كاسحا في انتخابات العام ٢٠٠٩، لن يتمكن من تكرار هذه النتيجة في انتخابات السادس من أيار القادم، لكن الشيء المؤكد انه سيحصل على أربعة مقاعد من أصل ثمانية على اقل تقدير .
ورأت المصادر نفسها ان هناك علامات استفهام حول درجة التناغم والتوافق بين اعضاء اللائحة التي يترأسها العميد المتقاعد شامل روكز في هذه الدائرة، خاصة انها تضم مرشحين على تباعد وخصومة سياسية مزمنة.
ولاحظت المصادر ان التيار الوطني الحر تخلى عن المرشحين الذين كانوا على لوائحه في انتخابات عام ٢٠٠٩، وتضمنت لائحته منصور البون ونعمة افرام، حيث ان العلاقة بينهما ما زالت هشة، كما ان الوزير السابق زياد بارود انضم الى هذه اللائحة انسجاما مع مواقفه المؤيدة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون .
وتقول مصادر في هذه اللائحة ان رئيسها وبارود غير مرتاحين، لسلوك كل من المرشح نعمة افرام وروجيه عازار حيث ينفردان بتحسين حظوظهما بعيدا عن التضامن، ويعوّلان في هذا الامر على إمكانياتهما المادية.
وتعتقد المصادر المتابعة ان ضعف لائحة "لبنان القوي" التي يترأسها روكز يكمن في غياب التضامن الكامل بين أعضائها، مشيرة الى انه حتى هذه الساعة لا يوجد صورة جامعة لاعضائها، وانه في الشكل أعلنت على ما هي عليه.
لكن مصادر مقربة من رئيس اللائحة العميد روكز تعتبر ان كل هذه الامور ثانوية، وان كل اعضاء اللائحة يعملون كفريق متكامل للفوز باكبر عدد من المقاعد.
في المقابل رأت مصادر في اللائحة التي يتزعمها الوزير السابق جان لوي قرداحي والتي تضم المرشح عن حزب الله الشيخ حسين زعيتر، انها تنطلق من احد عشر الف صوت من أصل أربعة عشر الف مقترع شيعي في المنطقة، وان رئيس اللائحة مع باقي الاعضاء المسيحيين يؤمنون الحاصل الانتخابي ان لم يكن اكثر وهو حوالي أربعة عشر ألف صوت مما يعزز حظوظ المرشح الشيعي للفوز بمقعد هذه الطائفة .
اما بالنسبة للوائح الاخرى اي القوات والكتائب مع الشيخ فريد هيكل الخازن، فان كل منهما يدّعي انه سيخرق لائحة "لبنان القوي" بمقعدين مارونيين .
واعتبرت مصادر اللوائح المنافسة للائحة روكز ان الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم غد الاربعاء الى جبيل بدعوة من وزارة الثقافة ليرعى افتتاح المؤتمر الدولي في موضوع "المساواة في الديمقراطية" الذي ينظمه المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل في قاعة المحاضرات في انطش جبيل، الساعة الرابعة من بعد الظهر انه حدث مهم، لكنها تمنت لو تم تأجيله الى ما بعد الانتخابات النيابية .