لفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، إلى أنّه "إذا راجعنا كلّ الأزمات الّتي تعصف بمنطقتنا، سنرى أنّ بدايتها من فلسطين وأنّ الإحتلال الإسرائيلي هو الّذي خرّب علينا كلّ شيء، وأي معركة ترونها اليوم في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن أو مصر أو في أي موقع من المواقع العربية والإسلامية، تجدون أنّ وراءها الإحتلال الإسرائيلي والأطماع الصهيونية الّتي تريد أن تفتّت منطقتنا لتتمكّن إسرائيل من أن تكون المسيطر والحاكم في فلسطين والمنطقة"، مشيراً إلى أنّه "لو عدنا إلى الوراء، لوجدنا أنّ الدول الكبرى الّتي زرعت الكيان الغاصب في منطقتنا هي نفسها الّتي ترعى الآن هذا الكيان وتمدّه بأسباب القوّة، ولولا هذه الدول الإستكبارية لما كان الكيان قادراً على الإستمرار ولا على الدفاع عن احتلاله وحضوره".
وشدّد قاسم، خلال احتفال أقامه "تجمع العلماء المسلمين"، بمناسبة ذكرى "الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف"، على أنّ "صفقة القرن خطيرة جدّاً لأنّها تبدأ من النهاية ولأنّها تبدأ من إلغاء القدس عاصمة لفلسطين ولأنّها تبدأ من تشريع الحدود الإسرائيلية جغرافيّاً، بينما الآن لا توجد حدود لإسرائيل، لذا أعلنّا مراراً وتكراراً أنّنا ضدّ صفقة القرن، وأعلن الفلسطينيون بشكل واضح بالأجساد العارية مواجهة هذا الإتجاه"، منوّهاً إلى أنّه "عندما تعلن الولايات المتحدة الأميركية أنّها ستنقل سفارتها اعترافاً بأنّ القدس عاصمة لإسرائيل، هذا لا يجعل القدس عاصمة لإسرائيل"، مركّزاً على أنّ "القدس هي عاصمة لفلسطين وستبقى عاصمة لفلسطين وستثبت ذلك دماء الشهداء والعطاءات المختلفة وجهاد الشعب الفلسطيني وكلّ من آزر الشعب الفلسطيني، لمنع هذا الكيان الغاصب من أن يحقّق أهدافه في المنطقة ولو كان معه كلّ الإستكبار في العالم".
وبيّن "أنّنا ندين كلّ العمل الّذي تسلكه بعض دول الخليج في عملية التطبيع مع إسرائيل تحت عناوين مختلفة أو إعطاء الحقّ لإسرائيل بأن يكون لها دولة هذا عمل خياني بحق فلسطين. وهذا عمل على كلّ حال مثله مثل ضغوطات المستكبرين، لم يحقّق لإسرائيل حلمها ما دام هناك شعب فلسطيني يواجه ويطالب، والآن مسيرات العودة بحمد الله هي مسيرات مهمّة جدّاً وهي أبرزت الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني ولا تستطيع إسرائيل ولا غير إسرائيل تجاوز هذه التحديات وهذا الموقف البطولي الشريف".
ورأى قاسم أنّ "ما حصل في سوريا ابتداء من سنة 2011 هو أيضاً الشرق الأوسط الجديد من بوابة سوريا لإلغاء سوريا المقاومة واستبدالها بسوريا الإسرائيلية، من أجل أن يكملوا صفقة القرن ومن أجل أن يكملوا ترتيبات المنطقة بما يتناسب مع المشروع الإسرائيلي، لكنهم خسئوا في سوريا، مشروعهم لم يستمرّ ولن يستقرّ"، لافتاً إلى أنّ "العدوان الثلاثي على سوريا هو ردّة فعل على الإنتصارات الكبيرة الّتي حقّقها الجيش السوري وحلفاء سوريا في تحرير الغوطة الشرقية مع طرد آلاف المسلحين، ومع إراحة دمشق وتوسّع السلطة السورية في الأرض السورية، ما يعطيها قدرة على أن تحمي سوريا في المستقبل، استطاعت غزة وحدها أن تواجه هذا التحدي، وأيضاً الإنتصار الّذي حصل في سوريا، بعد سبع سنوات تبين أن المشروع ضد سوريا سقط ولم يستطع أن ينجح".
وأوضح أنّ "بإمكاننا أن نحقّق نجاحات وبإمكاننا أن نغيّر المعادلة، المسألة تحتاج إلى وقت وتحتاج إلى صبر، وأقول لكم نحن نفسنا طويل ونحن لا نستعجل النتائج"، لافتاً إلى أنّ "اليوم نحن نخوض الانتخابات النيابية 2018 في لبنان"، متسائلاً "هل لهذه الإنتخابات علاقة بما يجري في المنطقة؟ بالتأكيد لأنّ الإنتخابات النيابية يخوضها المقاومون من موقعهم السياسي ولأنّ وجود المقاومين في المجلس النيابي يزيد من قدرتهم على أن يستفيدوا من التمثيل الشعبي ليعبروا أمام العالم بأنّهم يتحدّثون بإسم هؤلاء الناس؛ فهذا أمر يعطّل على أعدائنا مشاريعهم ويسقط الذرائع الّتي يتمسكون بها"، مبيّناً أنّ "لذلك يهمّهم أن لا نكون في المجلس النيابي، وأن لا نكون أقوياء في المجلس النيابي، ولكنّنا أقوياء في المجلس النيابي لأنّ تمثيلنا الشعبي واسع مهما فعلوا ومهما حاولوا".
وأعلن أنّ "اليوم تجتمع السفارات وتحاول أن تدرس كيف يمكن أن نضغط على "حزب الله"، كيف يمكن أن نخفف من عدد مقاعده، كيف يمكن أن لا يكون لديهم أكثرية مع حلفائه. لكن كلّ هذه المحاولات لن تجدي نفعاً لأنّ القانون النسبي يعطي العدد بحسب نسبة التأييد، نحن لم نضع هدف لا أكثرية ولا ثلث معطل أبداً، قد نصل لهذا، فهذا بركة ونتائج ايجابية لكن ليس هو الهدف"، مركّزاً على أنّ "لذلك عندما تنتهي الإنتخابات النيابية إن شاء الله، سنذهب إلى نقاش عدد الّذين أعطوا هذه الجهة أو تلك الجهة من الواقع الشعبي، لنثبت هذا الأمر وفي كلّ الأحوال إن شاء الله أيضاً عدد النواب يكون جيّداً ومناسباً في آن معاً".