بعد كثرة "الرفض" الذي نالته الجماعة الاسلامية في فترة المفاوضات الانتخابية من قبل الأحزاب السنية الكبيرة كتيار المستقبل، وتيار العزم بسبب الضغط العربي الرافض لمرشيحها، استقرّت الجماعة على أربعة مرشحين سيكونون جنودها في الانتخابات المقبلة في 6 أيار.
"ما فرّقته السياسة جمعته المصلحة الانتخابية" وترجمة هذا القول حصلت مع الجماعة الاسلامية والتيار الوطني الحر حيث تحالفا في دائرتي صيدا جزين حيث رشّحت الجماعة الاسلامية بسام حمود، وعكار حيث رشحت الجماعة محمد شديد الى جانب جيمي جبور وأسعد درغام، اضافة الى ذلك رشّحت وسيم علوان في طرابلس بالتحالف مع مصباح الأحدب، بعدما تعذّر التعاون الانتخابي مع الوزير السابق أشرف ريفي، وأخيرا النائب الحالي عماد الحوت في لائحة صلاح سلام في دائرة بيروت الثانية. فكيف تتحضر الماكينة الانتخابية للجماعة الاسلامية؟.
لم تتشكّل الماكينة الانتخابية للجماعة الاسلامية قبيل الاستحقاق النيابي بل هي في حالة انعقاد دائمة لمتابعة كافة الاستحقاقات الانتخابية التي تحصل في لبنان، وبالتالي هي فقط تفعّلت منذ اشهر لبدء التحضير لانتخابات 2018. وفي هذا السياق يشير مسؤول الماكينة الانتخابية أحمد الجردلي الى ان العمل الانتخابي بدأ في الانتخابات البلدية الماضية حيث تمكنت الجماعة من ترجمة قوتها في مدينة صيدا عبر فوز اللائحة التي تدعمها بكامل أعضائها، ويستمر للانتخابات المقبلة.
ويضيف الجردلي في حديث لـ"النشرة": "لدينا مكننة كاملة في ماكينتنا لكل الاسماء والسجلات والارقام الهاتفية لناخبينا في كل مناطق تواجدنا"، مشددا على أن عمل الجماعة لا يقتصر على الدائرة التي تتواجد فيها عبر مرشحين بل في كل دائرة انتخابية تملك فيها قوة ناخبة. ويقول: "بداية العمل كانت التواصل مع الناخبين بلقاء مباشرة أو عبر الهاتف، الى جانب تعبئة استمارات والقيام باستطلاع رأي داخلي لمعرفة التوجه العام للناخب، ومن ثم تم جمع النتائج وتحليلها ورفع التقرير النهائي بشأنها الى قيادة الجماعة التي عملت على صياغة تحالفاتها الانتخابية بناء لهذا التقرير المبني بشكل اساسي على رغبة الناخب المنتمي اليها".
ويلفت الجردلي النظر الى أن القانون الانتخابي الجديد والنظام النسبي والصوت التفضيلي وضم صيدا مع جزين مثلا وتقسيم بيروت، كلها امور أدت لضرورة تطوير عمل الماكينات الانتخابية الّذي لا ينتهي مع انتهاء الفرز في القرى بل عند انتهاء الفرز في السراي، لان النتائج لن تصدر قبل ذلك الحين، الى جانب ضرورة تدريب المندوبين على القانون الجديد وكيفية الفرز وغيرها من الأمور المتعلقة بالنهار الانتخابي.
اتفقت الجماعة الاسلامية مع التيار الوطني الحر على ان تتولى ماكينة الاولى مسؤولية صيدا وان تتولى ماكينة الثاني منطقة جزين، ولذلك سيكون للجماعة ماكينة مركزية مجهزة بكامل الوسائل التكنولوجية الحديثة لتسهيل عمل الاعلاميين الراغبين بتغطية الانتخابات من تلك النقطة. فهل تنجح الماكينة بتحويل "الجهد" الى "انتصار" في 6 أيار؟.