لفت السيد محمد علي الحسيني، عبر منبر نداء الجمعة، بموضوع الإنتخابات النيابية في لبنان والعراق، إلى أنّه "شاع بأنّه يحقّ للشاعر ما لا يحقّ لغيره، من ناحية كسر الكلام وضمّه وفتحه خلافاً لقواعد الصرف والنحو العربي. وهذا إن صحّ في الشعر، وهو استثناء اضطراري غير محبّب، فانّه لا يصحّ ولا يجوز أن يسري في خطابات المرشحين للانتخابات النيابية 2018، الّتي تفتقد للطروحات السياسية، والبرامج الإنتخابية القائمة على توحيد الوطن وإنمائه، والدفع به إلى دروب الإيجابية، بل نسمع ونرى العكس".
وأشار إلى أنّ "بعض اللوائح والمرشحين تفيض خطاباتهم من على منابر حملتهم الإنتخابية بخطاب الكراهية والعنصرية، وتحمل الكثير من التحريض الطائفي والمذهبي، وتحفل بالتجييش المناطقي وحملات السبّ والشتم وتشويه وتسقيط وتخوين الآخرين، ما يعبّر عن طبيعة تكوينهم السياسي المنحطّ ومشروعهم الهدام للأوطان، أو على الأقل تكشف جهلهم الفاضح في كيفيّة مقاربة الشأن العام، ومعرفة اأصول المخاطبة والتحدث إلى الناس".
وشدّد الحسيني، على أنّ "ما يُدمي القلب أنّ كلّ هذه الحملات الإنتخابية الّتي تزرع الضغائن وتوقظ الفتن وتبثّ السموم وتميّز الناس وتخونهم وتحرّك الحقد، تجري عبر وسائل الإعلام، وهي لذلك تقرب كثيراً من الفتنة المنظّمة الّتي تهدّد السلم الاأهلي والأمن الوطني والإستقرار الاجتماعي من دون رقابة وبلا محاسبة"، مركّزاً على أنّ "من موقعنا كمواطنين وكمسؤولين عن حماية البلد من كلّ الشرور، نقول لكل هؤلاء المرشحين: أبعدوا خطاباتكم الإنتخابية عن التحريضات بأنواعها، وتوقّفوا عن بثّ السموم والفتن بين الناس فالوحدة الوطنية وحماية الأمن والإستقرار خط أحمر، والإستمرار بهذا النهج الشاذ وهذا الأسلوب المستنكر، والّذي قد يودي بالبلد إلى الحرب الأهلية".
وأكّد أنّ "ما هكذا تبنى الأوطان، وما هكذا يحفظ الأمن والاستقرار ويحمى المواطن والوطن، فكلّ سلوكهم باطل وما بُني على باطل فهو باطل. إمّا أن نكون في دولة المواطنة جميعنا، تحت سقف وطني واحد، وإمّا سنكون ونبقى ونعيش ضمن كيانات طائفية أو مذهبية أو مناطقية متخلفة متنازعة على مثال صراعات باب الحارة وحارة الضبع".