اشارت الوزيرة عناية عز الدين الى اننا "ابناء حركة "امل" مع اخواننا في "حزب الله" وفي هذا الجنوب النوار قدمنا ومنذ التحرير نموذجا تاريخيا تأسيسيا للعيش معا، وللانصاف وجدنا في اخوتنا المسيحيين كما المسلمين السنة والدروز خير شريك في مسيرة الوحدة الوطنية وتقاسمنا سوية لقمة العيش وشتلة التبغ وبئر الماء وسرير المستشفى ومقعد الدراسة، وبذلك تجاوزنا كل اثار الاحتلال الاثيم، ونحن اليوم نملك كل الاصرار وكل العزيمة على استكمال هذا النهج وعلى تطوير التجربة لتصبح حجة على كل اللبنانيين. ويحزننا ان البعض يستهل، وبخفة لا تحتمل، افتعال مشاكل بين اهالي هذه المنطقة وخلق حزازات غير موجودة عجز العدو عن زرعها في ارضنا التي ستبقى عصية على الفتن.
خلال رعايتها مؤتمراً طبياً نظّمه مكتب النقابات والمهن الحرة لحركة أمل في اقليم جبل عامل في أوتيل "بلاتينيوم"، اكدت ان الاوطان لا تبنى الا بالشراكة والمحبة والتنازلات المتبادلة وكل تجارب الجشع للسلطة واقصاء الاخر ورفض مد اليد منيت بالفشل الذريع في هذا الوطن الصغير ولكنها وللاسف كلفت الكثير من التضحيات والخسائر التي لم تستثن احد، فحذار من المغامرات غير المحسوبة ومن المساس بالخطوط الحمر وعلى رأسها العيش المشترك والوحدة الوطنية والانماء المتوازن. هذا الانماء المأمول يأتي في صلب فهمنا للعملية السياسية وفي صلب ممارستنا لها منذ فتح الامام الصدر هذا المسار عند تأسيسه لحركة المحرومين وصولا الى المعارك التي خاضها دولة الرئيس نبيه بري من اجل وضع الجنوب على خارطة الانماء. وعندما نقول معركة لا نبالغ، لان الامر تتطلب مواجهة مع رعاة وحراس بنية اقتصادية ومالية حكمت لبنان منذ ما قبل الاستقلال ولم يكن تهميش الجنوب في هذا السياق امرا عفويا وغير مقصود. لقد كان قرارا اخذ عن سابق اصرار وترصد، وللاسف فاننا لا زلنا حتى اليوم نعاني من تراكمات هذا الاهمال وهذا الحرمان. لاجل لك وعلى الرغم من كل الانجازات فان الجنوب لا يزال يحتاج للكثير من المشاريع ولتطوير ما بدأ منها وهذا ما نتعهد القيام به خلال السنوات الاربعة القادمة.
اضافت قائلة "لاشك في ان ايلاء القطاع الصحي اهتماما واهمية واولوية انما هو خيار يصب في قلب العملية التنموية. فقد وضع الهدف الصحي ثالثا ضمن اهداف التمنية المستدامة 2030 كما ان منظمة الصحة العالمية اعتبرت الهدف الصحي هو قلب الاهداف الاخرى وذلك لمركزيته وارتباطه بكل المجالات الحياتية . وقد اثبتت تجارب الحكومات الجدية في العالم ان تحسن القطاع الصحي ينعكس ايجابا على مستويات التنمية كافة واحد اهم مؤشرات النهضة الصحية هو العمل على ايصال الخدمات الصحية بالتساوي لكل مواطن . وهذا الهدف يتطلب شراكة بين كافة الاطراف الفاعلة من قطاع عام وقطاع خاص ومجتمع مدني اهلي وسلطات محلية وجهاز العاملين في القطاع الصحي وعلى رأسهم الاطباء".
ولفتت الى ان "لبنان بامس الحاجة لهذه الشراكة من اجل النهوض بالقطاع الصحي و المطلوب وضع خطة شاملة في هذا المجال تقوم على استكمال الورشة التشريعية الصحية وتتضمن مكافحة الفساد في القطاع .وبالفعل فان هذه النقطة هي جزء من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي عملنا عليها على مدى عام تقريبا وسنطلقها يوم الثلاثاء المقبل وقد اعتمدنا عند اعدادها مقاربة قطاعية والقطاع الصحي يأتي في صلبها . ان لقاءنا اليوم هو فرصة للتأكيد على دوركم كاطباء في هذا المسار وهذه العملية ويبدو واضحا ومن خلال عنوان مؤتمركم " التعليم الطبي المستمر" ان هناك وعي كبير لضرورة تأمين متطلبات النهضة الصحية والتنمية الصحية كما لفتني تركيزكم على انعقاد هذا المؤتمر الطبي في صور وهذا بحد ذاته له دلالات هامة . انه يعكس اصرارا على انماء متوازن فلا تتركز المؤتمرات العلمية المتخصصة والهامة في بيروت فقط بل ان تمتد الى كافة المناطق وكافة المدن . وصور تحديدا مدينة تمتلك المقومات على هذا المستوى سواء من خلال غناها بالطاقات البشرية المتخصصة او لكونها اليوم اكثر المدن جاذبية للبنانيين بعد بيروت . وهذا الامر يضعنا امام مسؤولية كبيرة لتطوير المدينة على مختلف المستويات ولتأمين كل المقومات التي تليق بمدينتنا العريقة والمرحبة والمنفتحة خاصة اننا مقبلون على استحقاق استخراج النفط من بحرها وهذا الامر ايضا يتطلب العمل بجد لتواكب صور هذا المعطى الجديد ولتستفيد مع كل المنطقة من هذه الفرصة ".
من جهته، شدد مسؤول مكتب نقابات المهن الحرة المركزي في حركة امل المحامي سامر عاصي على أهمية اتحاد جميع المهن لتأدية الخدمات للمجتمع وتطويره منوها بشكل خاص الى دور مهنة الطب الانساني، مضيفًا أن جميع المهن تكمل بعضها البعض وان مثل هذه المؤتمرات ما هي الا باكورة التواصل والإتصال بين جميع المهن والقطاعات.
بدوره، اكد نقيب الاطباء البروفيسور ريمون صايغ أنّ المرأة قادرة على تبوء أي منصب علمي ومهني كما الرجل وقد أثبتت الوزيرة عنايا عز الدين هذه المقولة انطلاقا من عملها ونشاطاتها، معتبرًا أن ميزة اللقاء في هذا المؤتمر هو التشارك كون جميع المهن قادرة على تأدية أدوارها معا في المجتمع خصوصا في مدينة قاومت الحرب والمصاعب وحوت التنوع الاجتماعي والديني. وأشار صايغ إلى أن هذا المؤتمر هو دليل واضح على أن الجسم الطبي تحديدًا يؤدي دوره بنجاح من خلال المثابرة الدائمة على ايجاد طرق أحدث في العمل وتبلور ذلك في المناظرات الاعلامية مؤكدًا أن الخبرات الموجودة من مشاركين في المؤتمر ستغني النقاش وتقودنا الى خلاصات موضوعية تكون مدمكا من مداميك الطب، داعيا الجميع الى التعاون والتضامن لبناء لبنان واحد لجميع اللبنانيين.