لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية إلى أن "إسرائيل لا تشبع من الدم الفلسطيني، لا تعرف إلا القتل، هذا هو دينها وديدنها والفلسطيني بالنسبة لها عدو بالمطلق يجب قتله والقضاء عليه وهو هاجسها ومصدر رعبها وخوفها وقلقها ومؤرق عيشهاوعندما نقول الفلسطيني، فهو الرجل والمرأة والطفل، هو كل من يحمل هو ية فلسطينية وله علاقة بفلسطين وأرضها وتاريخها وثقافتها والكل بالنسبة لإسرائيل على لائحة القتل، فهم من يذكرونها بوحشيتها وعنصريتها واحتلالها وعدم شرعية وجودها. هم السم الزعاف الذي يضرب جسدها، وهم من يكتبون لها نهايتها".
وأشارت إلى أنه "في مسيرات العودة التي بدأت قبل أربعة أسابيع تعمدت إسرائيل قتل المشاركين في الحراك السلمي الفلسطيني لمناسبة مرور سبعين عاماً على النكبة. كان قرار قادة الاحتلال واضحاً وصريحاً للجنود والقناصة المختبئين خلف المتاريس والدبابات واقتلوهم، ولتكن الرصاصة في الرأس أو الصدر ولا فرق بين رجل وامرأة وطفل ومعاق وهكذا كان، حيث سقط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، ولم يشبع العدو من الدم. كان آخر الشهداء الذين سقطوا الطفل محمد إبراهيم أيوب (15 عاماً) يوم أمس الأول شرقي جباليا والرصاصة جاءت في الرأس أيضاً، وبذلك التحق بقافلة الشهداء الأطفال".
وأفادت أنه "كما في كل مرة يزعم الاحتلال أن جنوده كانوا يدافعون عن أمن «إسرائيل»، أو أن الأطفال تم استخدامهم در وعاً بشرية. ذريعة بائسة وتافهة لا تنطلي إلا على المجانين، لأن الأطفال مثلهم مثل الآلاف الذين يشاركون بالمسيرات، هم عزل تماماً من أي سلاح، وليس هناك ما يستدعى الدروع البشرية، حيث كانت الشاشات تنقل على الهواء مباشرة كل فعاليات مسيرة العودة. لكن إسرائيل التي عودت العالم على الكذب المفضوح تريد منه أن يصدق أكاذيبها ونفاقهاوكالعادة، هناك من يشارك إسرائيل جرائمها وعهرها ونفاقها ويصدقها وينتصب مدافعاً عنها بل ومبرراً قتلها الأطفال، الولايات المتحدة لا تتورع عن القيام بهذا الدور، وتعتبره واجباً لا تفرط فيه ولا تتنازل عنه. مبعوث الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات (وهو بالمناسبة يهودي متطرف) قال: إسرائيل تجري تحقيقاً كاملاً بشأن موت محمد أيوب، من أجل فهم ما حصل، وطالب المتظاهرين بالابتعاد عن السياج الحدودي، وانتهى إلى تحميل حركة "حماس" المسؤولية. إذن بما أن حماس هي المسؤولة وإسرائيل بريئة كما يرى غرينبلات، فلماذا تجري «إسرائيل» التحقيق مع نفسها؟ إلا أن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كان أكثر وضوحاً، فهو لا يرى حاجة لأي تحقيق، لأن جنوده يقومون بمهمتهم، ولأن القيادات الفلسطينية تختبئ وراء النساء والأطفال للقيام بعمليات إرهابية وأي أن التهمة جاهزة لتبرير القتل العمد للأطفال والنساء وكل من يقع في مرمى جنوده، الكل في رأيه أهداف مشروعة للقتل، ولا يهم العدد ما دامت هناك دولة عظمى تؤيد وتشجع وتحمي، وما دام هناك عالم أعمى وأصم، وما دام هناك عرب في خبر كان".