ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، قداسا في كنيسة الصليب المقدس في دمشق على نية مطراني حلب المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي.
وشدد يازجي على أن "الظلمة لن تغلب النور وفي كل كنائسنا يعلو صليبنا ليذكرنا أن ابناء القيامة هم ابناء الصليب. نحن لا نقدس الالم في المسيحية لكننا نجل المحبة التي لا توفر حتى درب الالم في سبيل من تحب. نحن لا نطوب الضيق، لكن نستهينه في سبيل بلوغ الأسمى. فلنتذكر أن هذه الارض هي أرض المسيحية الاولى ولنضع نصب اعيننا اننا لن نوفر جهدا في البقاء فيها".
وأشار الى أن "الظرف عصيب على الجميع ولكننا نطوي كل هذا باتكالنا على رب القيامة الذي زرعنا في هذه الارض يوم شتل في مسامعنا كلمة انجيله قبل ألفي عام. نحن منبت هذه الارض وهي فينا منبت هوية ومنبت وجدان"، لافتا الى "اننا اليوم امام الذكرى الخامسة لاختطاف مطراني حلب، واختصاطفها صورة تعكس ولا تختزل ما تعرض ويتعرض له انسان هذا المشرق".
وذكر أنه "منذ 7 سنوات اندلعت الازمة في سوريا وسماها البعض ربيعا وهي ابعد ما تكون عن الربيع والى الان ندفع ثمنا باهظا لعبثية حروب ودما طاهرا دفاعا عن ارض ودرء للارهاب"، معتبرا أنه "يوجد عدم اكتراث اتجاه القضية ولم تنجح كل الجهود في الحصول ولو على طرف خيط في القضية وهذا يضعنا امام أسألة مصيرة واجوبة مصيرية".
وسأل يازجي: "اذا كان المقصود من الخطف الايحاء بان المسيحيين هم على درجة أدنى من المواطن فمن هنا كلمة حق قاطعة بأن المسيحييون مواطنون اصلاء ومكون اساس من مكونات هذه الاوطان. نحن نرفض منطق الأقلية والاكثرية، واجدادنا كانوا ايضا عماد في الوطن وشركاء الدم والشهادة مع كل المكونات الاخرى في وجه من حاول التطاول على اوطاننا"، مضيفا: "اذا كان المقصود من الخطف ترهيب المسيحيين ودفعهم الى الهجرة فجوابنا ان وجودا مسيحيا عريقا لالفي عام لن تلوثه الشدة مهما عظمت ونحن من صلب هذه الارض ومغروسون فيها منذ الفي عام. اذا كان المقصود من الخطف تقوية النعرة الطائفية فنحن نرى أن ذهه الايديولوجيات المتطرفة غريبة عن حضارتنا المشرقية ونحن نرى في الاخر محك محبتنا وتقوانا لله، نرى فيه ونأمل ونثق أن يرى فينا مبرة مسعاه الى رحمانيته".
ولفت يازجي الى أنه "اذا كان المقصود الايحاء بأن هناك صراع اسلامي مسيحي في الشرق والادعاء أن تشلرق مسلم والغرب مسيحي فنحن هنا لنشهد أن المسيحية ولدت في هذا الشرق والاحداث الاخيرة لم تفرق كنيسة أو مسجد ولم تفرق شيخا او كاهنا والمستهدف هو الانسان والمشرقي"، معتبرا أنه "اذا كان التعتيم التام على الملف يهدف لزرع الوجل والرهبة في نفوسنا فنحن لنا في صلب ربنا عبرة ومنه نتعلم الا نهاب قدرا أو محنة ونحن ومغروسون في هذه الارض كما انغرس فيها صليب المسيح فأنبت فجر القيامة".
وشدد على أن "المحنة وحدتنا وكمسيحيين مشرقيين نحن بحاجة الى التضامن والتكافل، لم يسأل الخاطف عن طائفتهما رأوا فيهما وجه المسيح وسلام الرسل القديسين"، مشيرا الى "أننا نخاف أن يتسرب منطق النسيان ولا ضير أن نذكر أنه خلال الفترة السابقة لم نترك بابا ألا وطرقناه، تواصلنا مع كل المراجع والحكومات وطرقنا أبواب سفارات وحكومات واجهزة أمن ومنظمات دولية، وامام هذه الذكرى نجددنا جهدنا لنصل الى خواتيم مرجوة لهذا الملف".