أشارت جمعية "نحن" الى أنه "استوققنا منذ أيام مقال صادر عن إحدى الصحف، بتاريخ 17 نيسان 2018، بعنوان "لا جواب عن تاريخ الفسيفساء في وسط بيروت... والسبب ما يجري في وزارة الثقافة"، عن اكتشاف جديد لفسيفساء في موقع التل الأثري في وسط بيروت، وهو الموقع الذي يحتوي على 5000 سنة من آثار تشهد على تاريخ بيروت، منذ عصور البرونز والحديد".
وفي بيان لها، أوضحت الجميعة أنه "بهدف التحقيق بالموضوع، قمنا بزيارة موقع التنقيب الاركيولوجي المحاذي لجريدة النهار والتقاط الصور له. ولدهشتنا، وجدنا ركائز دعم إسمنتية، منبّئةً بالمباشرة القريبة بمشروع بناء، وذلك بالرغم من عدم وجود أي رخصة من الجهات الرسمية تعلن ذلك على مدخل الموقع".
ولفتت الى أنه "بعد استشارة علماء آثار عن محتوى الصور التي التقتناها، تبيّن لنا أنّ الموقع يحتوي على أمتار من الاكتشافات التي تدلّ على أنه كان مكان سكني وهذا اكتشاف يغيّر ما يعرفه العلماء عن تاريخ الموقع فكان سابقاً معتبراً أنّه خارج أسوار المدينةّ السكنية! بالاضافة الى أن هذا، فان المكان يحتوي على كل الحقبات التاريخية التي تدل على تاريخ بيروت وهو يحتوي على تاريخ عمره آلاف السنين ويبشر باكتشافات ستؤدي الى ثورة على كل ماهو قديم في فهم تاريخ بيروت ومخططها التوجيهي القديم. هذا الاكتشاف يفرض إعادة النظر في أهمية هذا الموقع وفي أي مشروع منوي إقامته عليه".
وطالبت الجمعية وزارة الثقافة و مديرية الآثار، وهي القيّمة على هذا الموقع "الكشف فوراً على الموقع وتوضيح سبب وجود ركائز الدعم عليه، والتصريح للرأي العام عن تقدّم عملية التنقيب وعن أهمية الاكتشافات الاثرية التي تمّت حتى الآن، وتقديم تفسيرات واضحة عن كيفية إنشاء مشروع متحف بيروت التاريخي على هذه الآثار من دون إلحاق الضرر بها".
وطالبت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالتدخل الفوري لحماية تاريخ لبنان وبيروت.
واكدت أن "موقع التل الاثري هو من آخر مواقع وسط بيروت التي نجت من إعمار الوسط التجاري الذي دمّر العديد من من الآثار وشوّه معالمها الأساسية والطبيعية وهو الشاهد الأخير على تاريخنا الغني وتطوّر هويتنا منذ بدء السكن في بيروت حتى اليوم"، لافتةً الى أنه "من غير المسموح التساهل مع هذا الملف تحت أي ذريعة أو عنوان أكان متعلّق بأسباب داخلية لوزارة الثقافة، كما قالت الصحف، أو لأسباب أخرى غير معلنة، ونحن من ناحيتنا سنبدأ بالتحرك لحماية تاريخ بيروت وهذا البيان ليس الا البداية".