لفت رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، المطران عصام يوحنا درويش، خلال ترؤسه قداساً احتفاليّاً بمناسبة عيد القديس جاورجيوس في بلدة تربل البقاعية، إلى أنّ "يوحنا الإنجيلي يروي لنا حادثة أعجوبة مخلع بركة بيت حسدا، أي بيت الرحمة. وقد اختارت كنيستنا هذه الحادثة في زمن القيامة لتؤكّد لنا أنّنا أبناء القيامة، وبأنّ القيامة تمنحنا نعمة الحياة الجديدة"، مشيراً إلى أنّ "الكنيسة الأولى كانت تُعمدُ الموعوظين، طالبي العماد، في سبت النور أي في زمن القيامة، بذلك ينتقل المعمد في زمن الفصح إلى الحياة الجديدة، لأنّ المسيح افتتح بقيامته زمناً جديداً".
ونوّه درويش في عظته، إلى أنّ "الناس كانوا يؤمنون بأنّ ملاكاً ينزل من السماء مرة في السنة ويبارك ماء البركة، والمريض الأول الّذي ينزل فيها يُشفى، وقد تجمع في ذلك النهار مرضى كثيرون حول البركة. وفي لحظة مرَّ يسوع أمام رجل مُقعد مُقيّد الرجلين، لا يستطيع أن يتحرّك فالمرض سلبه الحرية والمبادرة منذ ثمان وثلاثين سنة"، مبيّناً أنّ "يسوع بادره وقال له: "قُم احمل فراشك وامش". لم يغتسل في البركة ولم يسأل الرجل الغريب من أنت؟ ومن أين أتيت؟ ومن أعطاك القدرة أن تشفيَني؟ نهض بكلّ بساطة ومشى".
وأوضح أنّ "الآباء القديسون يقارنون بين مياه بركة عين حسدا ومياه المعمودية، فمياه البركة كانت تتحرك وتُبارَك مرة في السنة، أما مياه المعمودية فهي تتحرك وتُبارَك باستمرار وهي في كل مكان في العالم. في البركة كان الناس ينتظرون ملاكاً ليحرّك المياه، أمّا في المعمودية فالروح القدس هو الّذي ينحدر ويختم المعمد الى الأبد"، مركّزاً على أنّ "المياه في بيت حسدا كانت تشفي الجسد أمّا مياه المعمودية فتشفي الإنسان من الخطيئة".
وشدّد درويش على أنّ "كلمة الرب تحييني عندما أعترف بخطيئتي وأتّكل عليه، فعنده وحده الشفاء. لقد مرّ يسوع بالرجل المخلع وهو يمرُّ بي أيضا ويقول لي: "قم وامش" فيسوع هو القيامة والحياة الجديدة وهو الدرب والطريق والحياة".