ذكرمتروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، في عظة له خلال ترؤسه قداس احتفالي في كاتدرائية القديس جاورجيوس الاثرية في محلة الزاهرية في طرابلس، أنه "أجل أيها الأخوة المؤمنون بالسيد المسيح وبقيامته، إن قيامة المسيح هي العقيدة الأساس في المسيحية، هي الحدث الأوحد والأكبر في تاريخ البشرية جمعاء، لذلك سمي عيد الفصح المجيد، العيد الكبير، بل هو عيد الأعياد وموسم المواسم. القيامة دعوة مفتوحة إلى كل واحد منا لكي نتخلق بأخلاق المسيح. القيامة دعوة لنخلع عنا الإنسان القديم ونلبس المسيح الذي باسمه اعتمدنا وعليه وضعنا رجاءنا في هذا الدهر وفي الدهر الآتي. قال الرب: "أحبوا بعضكم بعضا".
ولفت ضاهر الى أن "كلام الرب يسوع هذا، هو دعوة ملحة لنا جميعا للدخول في سر الثالوث الأقدس: الآب والأبن والروح القدس، هذه الآية الكتابية والإفخارستيا، تبين لنا بوضوح أن المحبة هي عملية ديناميكية، هي دعوة للقاء بين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين الإنسان والله. أن نلتقي الله تعالى اسمه وتبارك، يعني أن نلتقي الإنسان الآخر، الذي هو صورة الله وهيكل الروح القدس، وهذا الإختبار لا يمكن أن يتم إلا من خلال اللقاء مع الذات، أو معرفة الذات إعرف ذاتك"، منوهاً الى أن "المحبة تعاش في حركة مزدوجة، أولا بالدخول إلى الذات، وثانيا بالخروج من الأنا والإنفتاح نحو الآخر. أن تعرف ذاتك، أو أن تدخل إلى الأنا، ليست تجربة لتنزلق إلى الأنانية، إنما بالعكس، هي دعوة للخروج من الأنانية من خلال التركيز على جوهر وجودنا".
وتابع بالقول "لذلك، من خلال هذا الوعي، يدرك الإنسان أنه لا يستطيع أن يعيش وحده، إنما يجب أن يذهب للقاء الآخر بشغف ورغبة. وهذه هي اللحظة التي يحقق الإنسان ذاته، أي أن يصبح كائنا علائقيا أي على أن يكون هذا العيش تواصلا حقيقيا، مما سيؤدي غلى التركيز على نحن بدل الأنا"، مشيراً الى أنه "على هذه المحبة وهذه الحركة المزدوجة عاش القديس الشهيد جاورجيوس المظفر الذي نحتفل لتذكاره، شفيع هذه الكاتدرائية المقدسة، الشاهدة على إيمان أجدادنا وأبائنا من أساقفة وكهنة وعلمانيين".
وشدد ضاهر على "اننا على خطى القديس جاورجيوس، علينا أن نشهد بجرأة لإيماننا الثابت والراسخ بشخص يسوع المسيح، القائم من بين الأموات، وتأكدوا أنكم أبناء القيامة والغلبة، لا أبناء الموت والخوف والجبانة. الرب يسوع، الذي بموته وقيامته، حررنا من الموت ومن الخطيئة، قادر، إذا نحن أردنا، أن يجدد فينا الرجاء والقيامة، وبالرغم من كل ما يحيط بنا، من ثورات وكوارث وعنف، ومن صور قاتمة، وأصوات يأس وبؤس وشؤم، نعم بالرغم من كل ذلك، نبقى دائما وأبدا، منتصرين فخورين بأننا أبناء القيامة والحياة والفرح، وفي أعماق قلوبنا وعلى شفاهنا نردد أنشودة العيد المسيح قام حقا قام"، متمنياً "شفاعة وبركة وجرأة القديس جاورجيوس، معايدا ومصافحا جميع الذين يحملون اسم القديس جاورجيوس ويطلبون شفاعته، وأخص بالمعايدة الصادقة كاهن هذه الكاتدرائية النائب الأسقفي الأرشمندريت الحبيب الياس البستاني متمنيا له دوام الصحة والعافية والعمل على خدمة النفوس، كما أتقدم بالمعايدة القلبية من الهيئة الجديدة للجمعية الخيرية رئيسا وأعضاء، وأشكر الهيئة القديمة، الحاضرين منهم والغائبين، التي عملت بنشاط وكد وخدمة لأبناء الطائفة لهم منا كل المحبة والتقدير وعرفان الجميل، متمنيا لهم جميعا الصحة والعافية، وللهيئة الحالية المزيد من التقدم والتعاون والعطاء لما فيه خير الطائفة والمطرانية والناس والعباد وواجب علينا أن نستذكر بالصلاة والرجاء، جميع الذين رقد منهم على رجاء القيامة".
وختم ضاهر بالقول "نأمل ونحن على مسافة قريبة من اجراء الانتخابات النيابية ان تنتهي بأجواء مريحة وتنقل البلاد الى ما هو جديد، لنعطي الأمل للبنانيين لكي نتمكن جميعا من تأسيس مرحلة جديدة بناءة تصب لصالح المواطن وللخير العام"، لافتاً الى أنه "يهمني جدا أن بالشكر، جميع الذين سهروا على تنظيم هذا الإحتفال، وأخص بالذكر لجنة الوقف وجميع أبناء الرعية دون استثناء أحد، وجوقة مار الياس شكا بقيادة الأستاذ إيلي واكيم والمرنمين معه، كما أشكر الأستاذ محسن السقال المسؤول الإعلامي في المطرانية على خدمته وعطاءاته، ورجال الصحافة والإعلام المقروء والمسموع والمرئي وخاصة تيلي لوميار، وشكري الكبير لكل ضباط وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والشرطة البلدية. وكل عيد وانتم بألف خير وبركة وسلام".