أكد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصان يوحنا درويش، في كلمة له خلال احتفال أقامته الراهبات الباسيليات المخلصيات لسيدة البشارة بوضع حجر الأساس لمركز دار السعادة للعلاج الفيزيائي، "أنتم تشهدون اليوم على قيام مشروع جديد للراهبات المخلصيات، يضاف إلى مشاريع اجتماعية كثيرة قامت على مدى تاريخ الرهبنة وكلها تهدف إلى خدمة الإنسان"، لافتاً الى أنه "نشأت الرهبنة على الصلاة وعلى محبة الفقير والمحتاج فكان الساعي إلى ديرهن لا يخطئ دربه فهناك في حنايا الدير تراث عميق وعتيق، يتجسد بمحبة الراهبات للإنسان، إيمانا منهن بأن محبة الإنسان هو الطريق إلى السلام، فالراهبات جعلهن الرب مكرسات وألبسهن ثوب القداسة، فجعلن من هموم الناس همومهن ومن أحزان الناس أحزانهن، فاستنرن بهدي الروح وبنور مرضاة الله".
ونوه درويش الى أنه "لقد كانت الرهبانية المخصلية بفرعيها، "الرهبان والراهبات"، سباقة في فهم حاجات الإنسان فبنوا مشاريعَ وعزموا على العطاء والتضحية والخدمة، وسقوا مشاريعهم بدموعهم وتضحياتهم، فكانت المياتم والمدارس المجانية ودور العجزة والمستوصفات، هذا الانبعاث الاجتماعي كان دوما ومنذ تأسيس الرهبانية، التفافا نحو الإنسان لمواكبة مرتجياته وحاجاته اليومية"، موضحاً أن "هذه الشراكة بين الراهبات وبين الإنسان، سادتها على ممر التاريخ، أجواءٌ مُشبعة بروح المحبة والتعاطف، فاعتبر الشريك الآخر نفسَهُ ابنا منتميا لدير المخلص، وبهذا حققت الراهبات قصدَ الكنيسة بأن تكون الرهبنة مصباحا مُضيئا في مجانية العطاء".
وتابع درويش بالقول "دار السعادة للمسنين كانت منذ عام 1990 قبسا من نور راهبات دير المخلص، فأنعشت مدينة زحلة ومنطقة البقاع، وشعّت بالخير والبركة، وصارت الدار مركزا روحيا يأتي إليه كلُّ من يريد أن يكتشف وجهَ المسيح براهبات نذرن أنفسهن لتكون الكنيسةُ فعلا كنيسةً خادمة تُخلي ذاتها ليسلكَ الربُّ إلى قلوب أهلِنا الكبار، فيعيشون في جو من الحب إلى أقصى الحدود"، معتبراً أنه "بما أن المحبة لا تعرف إلا الانتشار، يقومُ اليوم مشروع جديد للعلاج الفيزيائي، لتكونَ للناس حياةٌ أفضل، فهنيئا لزحلة بوجود الراهبات المخلصيات فيها، وهنيئا للراهبات بزحلة الوفية وبأبنائها الذين سيساهمون في بناء هذا الصرح الاجتماعي الجديد آمل أن يشُبَّ الحجر في سنةٍ واحدة مركزا طبياً، وأن ينفُخَ الروح في حجر الأساس الذي سنضعه اليوم، ويُزهرَ حجارة حية مرصوصة تُداوي جراحات المتألمين".
وختم درويش بالقول "يبقى لي أن اشكر حضرة الرئيسة العامة الأم منى وازن، وانا أشهد أن قلبها المليء بالله، سيجعلُ كلَّ واحد منا جنديا عندها ليكتمل المشروع كما أشكر رئيسة دار السعادة الأخت تريز روكز على تعبها وسهرها وقد اتخذت هي ومساعداتها الراهبات، من سيرة شفيعتها القديسة تريزيا نهجا لهن تفجر من أعماقهن محبة وتضحية وعطاء للأخوة المسنين".