اكد كاثوليكوس الأرمن الأورثوذكس لبيت كيليكا آرام الاول، ان وحي 24 نيسان يتجدد مرة أخرى ويجمع الأرمن في كل أرجاء العالم وهم يتأملون معاني ورسالة هذه الذكرى. ل24 نيسان معان وتحديات عديدة في مفكرة الشعب الأرمني. فهو اليوم الذي يذكرنا بالمطالبة بحقوق شعبنا المسلوبة وبالتالي هو يوم استعادة الوعي والتأكيد الذاتي لكل فرد أرمني الذي يعترف باصوله الأرمنية".
ورأى من كاثوليكوسية الأرمن الاورثوذكس في انطلياس، خلال قداس لراحة أنفس شهداء الابادة الأرمنية، في رسالة القاها من وحي ذكرى الإبادة الجماعية أمام النصب التذكاري لشهدائها، أن "رسالة 24 نيسان تتخطى قيود الزمان والمكان، إنها الوصية المقدسة التي توحد الأرمن حول قضية واحدة ألا وهي المطالبة بحقوقنا هذه الوصية التي ورثناها من شهدائنا الذين ترفعوا إلى رتبة القداسة من قبل كنيستنا، ويتجاوز عددهم مليون ونصف مليون شهيد".
وأضاف:"24 نيسان الذي بات رمزا لتطلعات شعبنا السامية، يدعونا اليوم إلى تجديد وفاءنا للاستمرار في النضال للوصول إلى مطالبنا المحقة، وحقوق شعبنا المغتصبة"، مشيرا الى ان "منفذ الأبادة اراد، محو الأرمن من بين شعوب الكون وشطب أرمينيا من على خريطة العالم. إلا أن للأمة الأرمنية مكانة خاصة اليوم بين أمم العالم وكذلك لوطننا الأم أرمينيا بجانب دول العالم. يقول الأنجيل لا تخافوا الذين يقتلون الجسد، ولكنهم يعجزون عن قتل النفس"(متى 28: 15)".
واضاف "ان منفذ الإبادة يواصل سياسته الانكارية، ليواصل تشويه التاريخ بتهديداته وخداعه، ليواصل في مواقفه المناهضة تجاه الأرمن، فلا جدوى مهما فعل. لقد بات العالم بأجمعه على يقين بأن الإبادة الأرمنية هي حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها ونسيانها". مؤكدا انه "في تركيا بالذات بدأ المفكرون والوسط الأكاديمي كما وأفراد من المجتمع المدني اثارة موضوع الإبادة الأرمنية رغم الضغوطات والقمع والحظر من قبل الدولة التركية.في هذه اللحظة بالذات ومن أمام رفاة شهدائنا الأبرار أناشد الحكومة التركية أن تعترف بالحقيقة وبالجرائم التي خططها ونفذها أسلافها. فلا يمكن طمر الحقيقة بتجاهلها أو إنكارها ومهما طال طمر الحقيقة في الغبار لا يمكن أن تضيع بل تشع كالذهب".
وابدى "امتنانا العميق لكل الدول التي اعترفت بالإبادة الأرمنية متخطية الصعوبات الرهيبة التي واجهتها. وبالمنالسبة، نود أن نذكر من نفذ الإبادة وكذلك المجتمع الدولي بأن الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن ليس غاية بحد ذاته ولا نهاية القضية. أود أن أذكر أيضا بأن وفقا للقانون الدولي، الإعتراف بالإبادة الجماعية لا ينتهي بالعقوبة المحددة وإنما باسترداد كامل الحقوق والتعويض المادي والمعنوي".
ودعا لنلق نظرة على اتفاقيات الأمم المتحدة والتي تركيا بدورها اعترفت بها، حيث تحدد بوضوح المبادىء والسبل لاسترجاع الحقوق المغتصبة والتعويض عن الخسائر الفادحة"، مؤكدا اننا "اليوم لا نطالب بالاعتراف فحسب، وإنما نطالب بكامل حقوقنا المشروعة، نطالب بالآف الكنائس والأديرة والأوقاف الدينية والمعالم التراثية والثقافية المسلوبة كما والممتلكات الفردية للأرمن.