بعد أن تقاسم "حزب الله" و"حركة أمل" الترشيحات عن المقاعد الشيعية الـ27 في الإنتخابات النيابية المقبلة، يسعى الثنائي اليوم إلى الفوز بكل هذه المقاعد منعاً لإختراقها من أي فريق سياسي، سواء كان يتموضع على ضفة "الحلفاء" أو على ضفة "الخصوم"، نظراً إلى ما يشكله هذا الأمر من رمزية بالنسبة لهما.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتبرون أن هذه المهمة سهلة، يدرك كل من الحزب والحركة أن بعض المقاعد ستشهد معارك شرسة، خصوصاً مع تعدد الراغبين في خرق لوائحهما، لا سيما في دوائر لا يكون فيها الصوت الشيعي هو المرجح.
في هذا السياق، تتحدث مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، عن 4 دوائر سيكون على الثنائي العمل على تحصين مقاعده فيها، هي بعلبك-الهرمل، كسروان-جبيل، بيروت الثانية، بعبدا، من خلال العمل على رفع نسبة التصويت إلى مستويات قياسية، لكن لكل دائرة ظروفها الخاصة التي تختلف عن الدوائر الأخرى، سواء من ناحية الرمزية أو مستوى المنافسة.
وتشير هذه المصادر إلى أن المعركة الأساسية ستكون في بعلبك-الهرمل، التي تعتبر الخزان الشعبي لـ"حزب الله"، في ظل سعي تيار "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" إلى خرق لائحة "الوفاء والأمل" بأحد المقاعد الشيعيّة الستة، عبر التحالف مع النائب السابق يحيى شمص، الذي يُصر على أن التحالف ضمن اللائحة التي يرأسها إنتخابي لا سياسي، لافتة إلى أن المملكة العربية السعودية تضع كل ثقلها في هذه الدائرة.
على هذا الصعيد، توضح المصادر نفسها أن الثنائي يضع ضمن دائرة حساباته خسارة مقعدين نيابيين في هذه الدائرة، بسبب طبيعة قانون الإنتخاب الذي يعتمد النظام النسبي، لكن يفضل ألاّ يكون الخرق في مقعد شيعي، بسبب الرمزيّة التي سيشكلها على المستوى السياسي.
بالإنتقال إلى دائرة بيروت الثانية، توضح المصادر المطّلعة أن الثنائي يسعى إلى ضمان الفوز بالمقعدين الشيعيين، من خلال ترشيح أمين شرّي عن "حزب الله" ومحمد خواجة عن "حركة أمل"، بالإضافة إلى مقعد سنّي يكون من حصة "جمعيّة المشاريع الخيرية الإسلامية" التي تُرشح عدنان طرابلسي، إلا أنها تلفت إلى أن المهمة لن تكون سهلة، في ظل سعي تيار "المستقبل" إلى رفع نسبة التصويت لدى الناخبين السنّة، بشكل يُصعب على الثنائي مهمة الخرق بأكثر من مقعد، كما أن التيار قد يسلّم بخسارته أحد المقاعد السنيّة الستة مقابل التركيز على الفوز بأحد المقعدين الشيعيين، عبر دعم المرشح علي الشاعر، الذي لديه القدرة على حصد عدد لا يستهان به من الأصوات التفضيلية الشيعية.
بالنسبة إلى المقعدين الشيعيين في دائرة بعبدا، التي يرشح فيها الثنائي كل من علي عمّار عن "حزب الله" وفادي علامة عن "حركة أمل"، تلفت هذه المصادر إلى أن إحتمال الخرق من قبل اللوائح المنافسة قد يكون صعباً، لكنها تشدّد على أنه ليس مستحيلاً، خصوصاً أن تيار "المستقبل" يسعى إلى منح أصواته التفضيليّة في هذه الدائرة، التي تقارب 2500، إلى المرشح على لائحة "وحدة وإنماء بعبدا" صلاح الحركة، بينما اللائحة نفسها لا تضم مرشحاً شيعياً آخرَ، في مؤشر إلى أن هذا الأمر موضع إتفاق بين القوى الداعمة لها، أي "المستقبل" و"القوات" و"الحزب التقدمي الإشتراكي".
من ضمن المقاعد الأربعة، يبقى المقعد الشيعي في دائرة كسروان-جبيل، الذي كان من المفترض أن يكون الفوز به مضموناً لو تمّ التحالف مع "التيار الوطني الحر"، إلا أن الأخير فضل "الطلاق" الإنتخابي في هذه الدائرة، على أن يكون التنافس بين مرشح "حزب الله" حسين زعيتر ومرشح "الوطني الحر" ربيع عواد، وبالتالي المعركة ستكون ضمن "الحلفاء" على المستوى السياسي.
من وجهة نظر المصادر المطلعة، التحدّي الأساسي الذي سيكون أمام لائحة "التضامن الوطني" سيكون تأمين الحاصل الإنتخابي، وبعد ذلك يصبح الفوز بالمقعد الشيعي أمراً محسوماً، لا سيما أن المرشح الشيعي سيكون الأكثر قدرة على حصد أصوات تفضيليّة على مستوى منافسيه على هذا المقعد.
في المحصّلة، أغلب المقاعد الشيعيّة ستكون من حصة "حزب الله" و"حركة أمل"، إلا أن التحدّي الذي يرفعه الثنائي هو الفوز بجميع المقاعد دون إستثناء، فهل ينجح في هذه المهمة؟