علمت "الأخبار" أن عدداً من وزراء فريق 8 آذار يتجهون، في مستهل جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً في قصر بعبدا، إلى إثارة موضوع مشاركة قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل" الجنرال مايكل بيري في احتفالية قتلى جيش الاحتلال الاسرائيلي التي أقيمت في جبل الزيتون قي القدس المحتلة، في يوم الذكرى الـ22 لمجزرة قانا.
ووفق أحد هؤلاء الوزراء "هناك تعليمات صادرة عن قيادة الجيش اللبناني، لا تجيز لأي من عناصر اليونيفيل الدخول الى الاراضي الفلسطينية المحتلة إلا بموجب تصريح مسبق، بعد أن يحدد المهمة التي يذهب لأجلها، وقيادة الجيش استناداً الى رأي مديرية المخابرات تمنح هذا التصريح في حال كانت المهمة من ضمن الاجراءات التي تضطلع بها اليونيفيل استناداً إلى نص القرار الدولي 1701، أما اذا كانت خلافاً لذلك، تحجب التصريح".
وأشار الى ما كان يحصل في السابق، "إذ إن ضباط وعناصر من قوات الطوارئ كانوا يطلبون تصاريح للدخول الى فلسطين المحتلة للسياحة مع عائلاتهم أو لتمضية مأذونياتهم أو لإلقاء محاضرات أو تلبية لدعوات شخصية... وكانت طلباتهم تُرفض على الدوام، لأن من يريد تلبية هذه الدعوات أو الدخول الى الجهة المقابلة من الحدود خارج مهمات تنفيذ القرار 1701، عليه أن يغادر لبنان الى بلده أو أي بلد آخر، وعندها لديه كامل الحرية في الذهاب الى أي وجهة يريدها".
وأوضح الوزير أن السابقة الخطيرة التي حصلت في 18 نيسان الحالي، "تمثّلت في أن الجنرال بيري انتهك بشكل صارخ مشاعر اللبنانيين وذكرى شهدائهم، وخالف مهماته المنصوص عليها في القرار، وذهب الى فلسطين المحتلة، وشارك في احتفالية قتلى العدو، وتباهى بما قام به عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وهذا السلوك للجنرال بيري يناقض كلياً ما ينص عليه القرار 1701، لذلك، فإن السؤال المطروح هل أن قوات اليونيفيل التي تسهر على تطبيق القرار 1701 صارت بحاجة إلى من يراقبها إن كانت تلتزم بمضمون هذا القرار؟".
ورأى الوزير نفسه أن الجنرال بيري "عندما شارك وتباهى بذلك تغريداً "تويتر"، تعمّد الاعتداء على اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً، الذين احتضنوا قوات الطوارئ منذ عام 1978 وأقاموا معهم علاقات عميقة وصلت الى حدّ المصاهرة، من هنا سنطالب الحكومة بالرد السياسي عبر وزارة الخارجية من خلال اعتراض رسمي يقدم الى الامم المتحدة، مع ثقتنا الكبيرة بأن قيادة الجيش بوطنيتها لن تدع الأمر يمر من دون وضع النقاط على حروف القرار 1701".
واعتبر أن مايكل بيري "كسر السلوك الذي درج عليه قادة قوات اليونيفيل الذين تعاقبوا على القيادة، من احترام وعناية بمشاعر الجنوبيين عبر مشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم، وأراد ان يختم ولايته القريبة الانتهاء بهذا السلوك الاستفزازي والعدائي، وكأنه يتعمّد أن يورث خلفه، الإسباني على الأرجح، هذا الفعل المستنكر، الذي يحتاج الى تصحيح فوري وسريع".