لفتت الممثل الدائم للبنان إلى الأمم المتحدة أمل مدللي، في كلمة لها خلال الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان "بناء السلام والحفاظ على السلام"، الى أن "هذا الاجتماع يأتي في الوقت المناسب لأن المخاطر لم تكن أبدا أعلى من ذلك، ولم يكن الخطر على السلام أكبر من اليوم"، مذكرة أن "الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حذر من الفوضى في الشرق الأوسط والتي أصبحت تشكل تهديدًا للسلام والأمن".
وأشارت الى أنه "في هذا العالم المتقلب قد يسأل المرء ما الذي يمكن عمله للحفاظ على السلام عندما يتم حظر جميع الطرق للسلام"، معتبرة أن "الإجابة هي العودة إلى الأساسيات، والتزامنا بمبادئ هذه المنظمة، إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي يحدد مهمتها على النحو التالي: "إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب". وقد أعربت الأمم المتحدة عن رغبتها وتصرفت للحفاظ على السلام على مدى السنوات القليلة الماضية من خلال عملية الالتزام والإصلاح.".
ورأت مدللي أن "ما نحتاجه اليوم هو صانعي السلام. العالم يعاني من ندرة صانعي السلام. فالمخترقون كثيرون وصاخبون جدا، في حين أن صانعي السلام قليلون وخجولون"، مشددة على أنه "يجب على كل واحد منا أن يتصرف من أجل السلام ، وأن يكون رسولا للسلام ويغرق رسالة الكراهية والظلم والتحريض".
وأعلنت أن "لبنان يتفق مع غوتيريس على الحاجة إلى تجديد التركيز على منع نشوب الصراعات، ودور عمليات السلام وبعثات حفظ السلام في منع نشوب الصراعات"، مؤكدة أن "اليونيفيل في جنوب لبنان مثال جيد على ذلك، ونحن ممتنون لليونيفيل. لكن حفظ السلام ليس بديلاً للسلام".
واعتبرت مدللي أن "هناك حاجة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات، وخاصة إنهاء الاحتلال وعدم المساواة والاستبعاد وتعزيز سيادة القانون"، معلنة أن "الحكومة اللبنانية تلتزم بمواصلة السلام وتعمل على العديد من الجبهات لجعل هذا الأمر حقيقة".
وذكرت أن "الحكومة اللبنانية تبنت في الآونة الأخيرة مبادرة وطنية تمنع التطرف العنيف، كما قدمت خططًا اقتصادية لخلق فرص عمل للشباب ومنحهم الأمل في المستقبل"، مبينة أن "الاستثمار في التعليم مجال آخر حيث تعتقد الدولة اللبنانية أن هذا استثمار في دعم السلام من خلال جمع أجيال جديدة تكون مجهزة بشكل أفضل للانضمام إلى سوق العمل ولكن أيضا تؤمن بالسلام"، مشددة على أن "لبنان نموذج حي للحوار البناء بين الأديان والثقافات المختلفة".