في الوقت الذي يسعى فيه تيار "المستقبل" إلى الفوز بأكثر من مقعد شيعي، في الإنتخابات النيابية المقبلة، تطمح قوى الثامن من آذار، من خلال قانون الإنتخاب الذي يعتمد النظام النسبي، إلى رفع عدد المقاعد السنيّة التي تفوز بها، لضمان أن يكون لها كتلة من 6 نواب على الأقل، تسمح بأن يكون لها خيارات بديلة، في حال الخلاف مع رئيس الحكومة سعد الحريري على العناوين العريضة.
في البرلمان الحالي، لدى قوى الثامن من آذار 3 نواب، كانت تفوز بهم بسبب القانون الأكثري، هم النائب عن المقعد السني في مرجعيون-حاصبيا قاسم هاشم، وكامل الرفاعي والوليد سكرية النائبين عن دائرة بعلبك-الهرمل، فهل تنجح في هذه المهمة؟.
في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن هذه القوى ستواجه معركة شرسة على مقعدين من هذه المقاعد الثالث، حيث يملك "المستقبل" القدرة على خرق مقعد النائب هاشم في دائرة الجنوب الثالثة، في حال نجحت اللائحة التي يترشح عليها عماد الخطيب في تأمين الحاصل الإنتخابي، في حين من المرجح خرق أحد مرشحي التيار عن المقعدين السنيين في دائرة بعلبك-الهرمل، بكر الحجيري وحسين صلح، لكن في المقابل سيكون لهذه القوى القدرة على الخرق في دوائر أخرى.
وتوضح هذه المصادر أن نجاح رئيس حزب "الإتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد، في دائرة البقاع الغربي وراشيا، على حساب أحد مرشي "المستقبل"، النائب زياد القادري أو حليف مراد السابق محمد القرعاوي، شبه محسوم، نظراً إلى الخدمات التي كان يقدمها مراد في السنوات السابقة، بالإضافة إلى الأرقام التي أفرزتها الإنتخابات النيابية السابقة في العام 2009.
بالإضافة إلى ذلك، تملك قوى الثامن من آذار القدرة على الفوز بأحد المقاعد السنية في دائرة بيروت الثانية، في حال نجاحها في تأمين 3 حواصل إنتخابية، من المرجح أن يكون لصالح المرشح عن "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" النائب السابق عدنان طرابلسي، لا سيما أن الجمعية لديها القدرة على تجيير عدد لا يستهان به من الأصوات التفضيلية لصالح مرشحها، في حين من المرجح فوز أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق أسامة سعد عن أحد المقعدين السنيين في دائرة صيدا-جزين، بسبب عدم قدرة "المستقبل" على توزيع أصواته التفضيلية على مرشحيه، النائب بهية الحريري والمرشح حسن شمس الدين.
وفي حين تشير المصادر نفسها إلى أن هذه القوى قادرة على تحصين مقعد النائب هاشم في الجنوب الثالثة، عبر رفع نسبة الإقتراع، توضح أنه في هذه الحالة يكون بات لديها 5 مقاعد سنية هي: هاشم، مراد، سعد، طرابلسي، بالإضافة إلى أحد المرشحين في بعلبك الهرمل، بينما هي تنافس على الفوز بمقعدين إضافيين، الأول في دائرة الشوف- عاليه، والثاني في دائرة الشمال الثانية، التي تضم طرابلس، المنية، الضنية.
في هذا الإطار، توضح المصادر المطلعة أن تركيز "الحزب التقدمي الإشتراكي" على تأمين فوز مرشحه عن المقعد الكاثوليكي في الشوف، نعمة طعمة، سيفتح الباب أمام لائحة التحالف بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب الديمقراطي اللبناني" و"الحزب السوري القومي الإجتماعي"، للفوز بأحد المقعدين السنيين في هذه الدائرة على حساب مرشح "الإشتراكي" بلال العبدالله، نظراً إلى أن المقعد السني الأول سيكون من نصيب مرشح تيار "المستقبل" النائب محمد الحجار، ومن المرجح أن يذهب المقعد الثاني، بهذه الحالة، إلى المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي علي الحاج.
بالنسبة إلى دائرة الشمال الثانية، تشير المصادر نفسها إلى أن قوى الثامن من آذار تنافس على الفوز بمقعدين، الأول في طرابلس لصالح الوزير السابق فيصل كرامي، بينما الثاني في الضنية لصالح النائب السابق جهاد الصمد.
في المحصلة، تملك قوى الثامن من آذار، في الإنتخابات المقبلة، القدرة على الفوز بعدد لا يستهان به من المقاعد السنيّة، لكن هذا الأمر يتطلب منها إدارة العملية الإنتخابية بشكل جيد، فهل تنجح في ذلك؟.