استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي الذي سلمه دعوة من وزير التسامح الاماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للمشاركة في مؤتمر الاقليات المسلمة الذي سيعقد في الامارات.
ثم التقى نائب رئيس الحكومة السابق الياس المر الذي قال بعد اللقاء: "تربطنا بغبطته علاقة عائلية تعود الى 50 سنة، وشخصيا تربطني به علاقة محبة واحترام عمرها 20 سنة، على كل المستويات، أكانت كنيسة أم كمرجعية للكنائس المسيحية ورأس الكنيسة، وهذا ليس بجديد اليوم".
أضاف: "في هذا الظرف الناس مهتمة بمواضيع سياسية، أما أنا فاهتمامي بموضوع اساسي هو الطلب من غبطته رعاية افتتاح مكتب لمؤسسة الانتربول في تشرين الثاني المقبل من اجل اطلاق المشاريع العالمية في لبنان الى العالم، وهذا الموضوع سيكون برعاية غبطته لأنه يمثل الجميع، وهو عنوان للتقارب المسيحي-الاسلامي وعنوان للكنيسة المسيحية في لبنان والعالم. وهذه المؤسسة تريد العمل بعيدا عن التجاذبات السياسية في البلد، فرأس الكنيسة هو على مسافة من الجميع وبعيد عن هذه التجاذبات، وهذا امر مشرف لمؤسسة الانتربول ومشرف للمسيحيين وللبنان، أن يتم وضع حجر الاساس لافتتاح هذا المركز برعاية غبطته".
وتابع: "بالرغم من الاجواء، ولسوء الحظ، هناك غيوم سوداء تلوج في سماء هذا البلد على كل المستويات، واليوم نوجه رسائل ايجابية للبنانيين وخصوصا لابناء المتن حيث سيكون المركز في ساحة المتن، وسيؤمن فرص عمل لنحو 450 شخصا، اضافة الى عدد قليل من الاجانب الذين لديهم خبرات في البرامج العملية. والقسم الاكبر سيكون من الكوادر العاملة في مجال الامن والقضاء، أكانت بالخدمة ام بالتقاعد، وتستطيع اعطاء قيمة مضافة لهذا الموضوع".
وقال: "في ما يعود الى الشق الآخر، أردت ان اقول لغبطته ان المسيحيين في لبنان جزء أساسي من تاريخ هذا البلد، ونأمل أن يكون لدينا الوعي الكامل في الانتخابات وبعدها لنبقى جزءا اساسيا من مستقبل البلد، لاننا اذا لم ندرك اننا كنا جزءا اساسيا من تاريخ لبنان ولم نعرف كيف نتصرف في الانتخابات النيابية في 6 ايار، فمن الممكن أن نتأثر، والمسيحون تحديدا، في حضورهم وحجمهم ودورهم في مستقبل لبنان، واتمنى على كل لبناني ومسيحي الانتباه لمن يمنح صوته، لان عليه التفكير ان يوم السادس من ايار هو نهار، اما المسيحيون فهم تاريخ وحاضر ومستقبل".
وأكد المر أنه "لا شيء يخيفني اصلا، هناك امر يجعلني قلقا، وهناك قرف. القلق من التشرذم المسيحي الحاصل لانني عندما انظر الى أبناء الطوائف الاخرى اقول حسنا فعلا، "برافو عليهم"، وعندما اتطلع الى الطوائف المسيحية اقول "عيب علينا"، هذا هو القلق، وما يقرفني هو الغدر ببعضنا البعض وضمن اللوائح الواحدة، والغدر بين الاخ واخيه، والغدر في هذا القانون الذي هو قانون الغدر والذل للبنانيين، ويجب ان تحاسب الاحزاب المسيحية التي صوتت عليه في المجلس النيابي. الناس طالبوا بقانون نسبي يتمثل فيه الجميع، ولم يطالبوا بقانون ينتخب لهم نوابهم قبل الانتخابات، ولم يطالبوا بقانون يعلم الناس الخيانة، والناس لم يكن هدفهم ان يتفرجوا على انتخابات، لسوء الحظ العامل فيها هو الدولار الاخضر، يعني ان هناك سعرا لصوت الناخب، واصبح الامر مزادا علينا. هذا القانون عنوانه "القضاء على بعضنا البعض"، وسيخرج المسيحيون منه "مهشمين ومهبجين"، في حين ان الطوائف الاخرى ستخرج اقوى واقوى".
بعدها استقبل الراعي تيمور وليد جنبلاط يرافقه النائب وائل ابو فاعور، وكان عرض للاوضاع الراهنة، وقال جنبلاط على الأثر: "تشرفنا بلقاء البطريرك الراعي، راعي المصالحة والوحدة الوطنية، واعتبر انه لا داعي لخطاب التحريض الذي يمارسه بعض الاطراف او طرف واحد فقط. كذلك تشرفنا بلقاء الكاردينال صفير مؤسس المصالحة والرجل المميز والتاريخي في لبنان".
ومن الزوار ايضا الوزير السابق فايز غصن، ثم رئيس اتحاد بلديات كسروان-الفتوح جوان حبيش.