لا تُعر المرشحة الشابة عن المقعد الأرثوذكسي في المتن، الاعلامية جسيكا عازار الكثير من الاهتمام للضجة المحيطة بها وبحملتها الانتخابية، لاقتناعها بأن كل من يُقدّم تجربة جديدة ويخرج من رحم المجتمع وأوجاعه لا من "بيوتات سياسية"، معرّض لكل انواع الضغوط لحثه على الاستسلام والتراجع. لكن المفارقة أن كل ما يحصل يزيدها قناعة بوجوب مواصلة المسيرة، وانجاز المهمة على أكمل وجه، خاصة بعد قرارها خوض المعركة الانتخابية باسم الشباب والمرأة والمستضعفين، بمسعى منها لتقديم تجربة رائدة تعد بأن يكون خلالها "التغيير والاصلاح" حقيقيين.
وقبل أيام من موعد الاستحقاق الكبير، تستكمل عازار ما بدأته منذ اعلان ترشيحها للانتخابات اي قبل حوالي شهرين، فتفتح مكتبهاالانتخابي ليل نهار لاستقبال المواطنين الراغبين بالتعرف اليها عن كثب، ولا تتردد بتلبية عشرات الدعوات من قبل أهالي المتن الذي شرّعوا لها أبواب منازلهم التي ضاقت رغم سعة قلوب أصحابها، بالمحبين الذين يتهافتون للتعرف أكثر على الشابة الجميلة التي اعتادوا اطلالاتها القريبة من القلب عبر شاشة MTV طوال السنوات الماضية.
كثيرون تفاجأوا بحنكة الصبية الشابة، جرأتها وصلابتها، كما أعجبوا بمواقفها السياسية التي لطاما حاولت عدم اظهارها احتراما لمبدأ الموضوعية الاعلامية. فمن جاء ليلتقط صورا مع جسيكا الجميلة ويرحل، جلس ساعات يناقشها بملفات سياسية وانمائية واقتصادية شتى، فكاد ينسى التقاط الصورة.
في مكتب عازار الانتخابي في سن الفيل، مجموعة من الشباب المتحمسين أكثر من المرشحة نفسها لوصولها الى الندوة البرلمانية فهي برأيهم تمثل كل ما يحلمون به ويطمحون اليه، ويؤكدون انها ستشكل علامة فارقة في المجلس النيابي الجديد نظرا لكم الأفكار التي تحملها والتي حاولت ترجمتها من خلال برنامج انتخابي ركزت فيه على 3 ملفات اساسية، تمكين الشباب، حماية الحريات وتأمين العدالة والمساواة والنهوض بمنطقة المتن.
تعتقد عازار أنها قادرة في حال حالفها الحظ بدخول الندوة البرلمانية على أن تكون جزءا من مجموعة نيابية شبابية ناشطة تشكل قدوة لباقي النواب، ما يدفعهم تلقائيا على الانجاز. فبالرغم من بعض الخلافات السياسية التي قد تفرّق بين الشبان النواب الذين يطرقون حاليا أبواب المجلس، تؤكد عازار أنها خلافات يمكن وبكل سهولة وضعها على جنب للانصراف للاهتمام بشؤون الناس ومعالجة مشاكلهم، وان كانت لا تتردد باعلان تمسكها حتى آخر نفس بالمادىء التي قامت عليها "ثورة الأرز".
بالأمس، تقدم اليها مواطن ثمانيني فغمرها بقوة وقال لها "انت بتمثليني"، وقبله تهافتت اليها النسوة لمطالبتها بحمل همومهن ومشاكلهن الى المجلس لاعتبارهن ان معظم التجارب النسائية البرلمانية الشابة لم تكن ناجحة، وان كان مع استثناءات قليلة. اما الشابات والشبان فلا يفارقنها ليل نهار. كل هؤلاء يتطلعون الى الاحتفال طوال يوم السابع من أيار بوصول، أول امرأة شابة تجسد احلامهم وطموحاتهم ووجه لبنان المشرق والجميل، الى المجلس النيابي.