لفت رئيس "تيار الكرامة" رئيس لائحة "الكرامة الوطنية" الوزير السابق فيصل كرامي خلال افطار أقامه سمير جراح تكريما له ولاعضاء مجلس ادارة المستشفى الاسلامي واطباء وحشد من الاصدقاء، في مطعم دار القمر في طرابلس إلى أنه "قبل اسبوع من الانتخابات النيابية نلتقي مجددا، بوجوه التقينا بها خلال الفترة السابقة، وتداولنا وتناقشنا وادلينا بكل ما يمكن ان ندلي به من رأي لما حصل وما هو حاصل وما يمكن ان يحصل، لذلك سأحاول قدر المستطاع الا أكرر نفسي، وعندما دخلت الى القاعة كنت انوي القول لكم : الحاضر يعلم الغائب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
واضاف:"اود ان اشكر الدكتور أيمن على كلامه، وان شاء الله الاستاذ احمد يصبح دكتورا، وما تحدث عنه الدكتور يمثل جزءا كبيرا من معاناة مدينة طرابلس، والارقام التي اشار اليها، هي ارقام حقيقية وواقعية وفعلا تمثل المعاناة في طرابلس، وعنوانها العريض هو باب التبانة. وللأسف الشديد، كل لبنان يتغنى بفقر طرابلس وباب التبانة وحرمانها، وهذا شيء مؤسف، لاننا اصبحنا عنوانا للحرمان وكنا عنوانا للعلم والثقافة والتجارة والصناعة والزراعة. وهذا الشيء سببه في جزء كبير الحرب الاهلية، لكن من ثم فكرة الانماء التي سار لبنان في سياستها وفكرة الانماء غير المتوازن التي عانت منه مناطقنا لاسباب مباشرة، وصدقوني ان قلت:اذا الناس انتخبت الاشخاص نفسهم، فسينالون النتيجة نفسها من الحرمان والتي من خلالها انتخبناهم مرة ومرتين وثلاث واربعة، وكانت الوعود والعهود كلها سراب في سراب".
تابع:"وبما اننا اخذنا وعدا جديدا بالسلفي فلا شيء يجعلنا نتفاءل بالخير، لانه اذا كانت الخطة لمدينة مثل طرابلس فيها 40% بطالة، وفيها 50% من اهلها يعيشون ب 200 دولار في الشهر، وفيها 75 % من اهل طرابلس ليس لديهم ضمان صحي، وفيها 69 % تسرب مدرسي، واذا كانت هي ذاتها الخطة، فعلى الدنيا السلام والكارثة الاجتماعية واقعة".
وقال:"السؤال، ما الذي اوصلنا الى هذه النتيجة؟ الجواب هو القرار السياسي وفقدان مرجعية طرابلس. فطرابلس كانت قلعة علمية وثقافية وصناعية وكل اختصاص من اختصاصاتها يمكن الكلام عنه لساعات. وطرابلس وصلت الى هذا الحد لانهم افرغوها من قياداتها، وفقدت مرجعيتها واصبحت كغثاء السيل، يأتي فريق يأخذها والاخر يشتريها وكلنا نرى ان النقاش الانتخابي في طرابلس، ونتيجة للفقر والعوز، هو عن كيفية شراء الاصوات وليس عن كيفية من يقدم للمدينة مشاريع، وعن ماذا يملك من البرامج، بل اصبحت المدينة عبارة عن سماسرة تبيعون اصوات، والناس مع الأسف مستعدة لذلك، لان وضعهم الاقتصادي والاجتماعي دون العدم، والسبب الاخر لانهم قطعوا الامل في الطبقة السياسية واصبحوا يسيرون بهذا المنحى".
واضاف:"يسألني الكثير من الاصدقاء، يا ابو رشيد لماذا ترشحت على الانتخابات؟ هل معك مصاري؟ وهل قادر على منافسة المليونيرية والديناصورات؟ وجوابي بصراحة: لو ان قانون الانتخابات على اساس الاكثري، كنا فعلا نتردد ونرسم علامات استفهام، لكن انا غير مقتنع ان هناك جزءا اساسيا من طرابلس، والذي انتم منهم واساسهم لا يسعى او يطمح للتغيير، لان القانون على النسبية، ولهذا لنا مصلحة، وهو الاساس الذي على اساسه ترشحنا للانتخابات. اولا نحن قلنا بالفم الملآن لن نكون نواب كلاسيكيين، وهذا يعني اننا سنسعى جهدنا وأولويتنا لاعادة المشاريع لطرابلس، ونحن على قناعة اننا نعم نستطيع ان نحدث الفرق في طرابلس، ومثلا حتى الان لا نعرف لماذا هناك حصرية في معرض رشيد كرامي الدولي وبمرسوم من مجلس الوزراء، لكن هذه الحصرية لا تطبق، هذا قرار سياسي يقضي بحرمان مدينة طرابلس من مرفق حيوي واساسي، قادر على تشغيل أكثر من 4 الاف شخص مباشرة، وقادر ان يشغل الى كاتبه من مطاعم واوتيلات ويحضر الاجر الغريبة على طرابلس بالالاف".
واعلن انه "في هذا الوقت، كل الاحداث المفتعلة في طرابلس حرمت طرابلس من الأجر الغريبة، ووصلنا الى وقت، عندما ندعو احدا الى الغذاء في طرابلس، يقول انا لا ادخل طرابلس. فماذا يوجد في طرابلس؟ الصيت سابقنا. وايضا مرفأ طرابلس حدث ولا حرج، تجد البواخر متوقفة في بيروت والكونتنرات ايضا تقف بالاسابيع للدخول الى المرفأ، ومرفأ طرابلس يصفر. يا اخوان لدينا سياسة الوحدة المرفقية، حددوها وشغلوا كل مرافىء لبنان ونحن لسنا ضد مرفأ بيروت، الله يرزق الجميع وفي النهاية بيروت عاصمتنا، لكن في الاساس عندما نشأ لبنان لم يكن لينشأ لولا طرابلس، وعندها كان الاتفاق ان تكون بيروت العاصمة السياسية وطرابلس العاصمة الاقتصادية وبناء عليه انصف رشيد كرامي طرابلس بالاقتصاد والانماء، وكل المشاريع التي تشاهدونها هي نتاج عمل جدي من رشيد وعمر كرامي، وهذا جزء من الظلم الذي لحق بآل كرامي لانهم اعدوا ماكينة اعلامية مبنية على امرين. اولهما ماذا قدم ال كرامي لطرابلس؟ وثانيهما ازيحوا ال كرامي من الطريق وشاهدوا ما سنقدمه لطرابلس، الاول مردود عليهم لان كل ما بني في طرابلس نحن عملناه، وهم لم يستطيعوا اجراء الصيانة لمشاريعنا، وفي الامر الثاني ان الناس ساروا في ازاحة آل كرامي وتحجيم دورنا السياسي في طرابلس، وماذا كانت النتيجة؟"
وقال:"كانت 40% بطالة، والجهل الحاصل في طرابلس، في الوقت الذي بنى رشيد كرامي فيها اكبر عدد من المدارس، ووزير التربية كان يعتل الهم لان طرابلس يتواجد فيها اكثر مدارس لبنان واكثر تسرب مدرسي، 15 % لديهم عمالة اطفال، هذا ما عملتم في طرابلس وهذا غير مقبول وغير معقول وهذا نتيجة التحريض والوعود".
وتابع:"نحن لسنا ضد ان يزورنا احد وخصوصا رئيس الحكومة، ونحن نريد ان تحضر الدولة كلها الينا، ووعدنا مرارا وتكرارا بمشاريع ووضعوا حجر الاساس لمشاريع وتكسر حجر الاساس، ووعدنا في عقد مجلس وزراء في طرابلس وهذا امر شكلي، لان انعقاد مجلس الوزراء يمكن عقده اينما كان وتنصف مدينة طرابلس".
واشار الى "انه ايضا في التعيينات الادارية، كان هناك 34 مديرا عاما في الدولة من الطرابلسيين ايام رشيد وعمر كرامي، واليوم اصبحنا نبحث عن موظف طرابلسي في دوائر طرابلس الحكومية، ويتهموننا بالعنصرية والطائفية والمذهبية، ابحثوا في اي منطقة او محافظة او مدينة اخرى في لبنان تعامل الغريب كما تعامله طرابلس بالحب والحنان وحسن الضيافة، لا يوجد. كل ذلك بسبب فقدان المرجعية السياسية، لقد فقدنا دورنا، والسؤال ما هو دورنا اليوم في انتخاب رئيس الجمهورية، الجواب، لا شيء. فقط اذا اتفق بيت الوسط مع الضاحية ومع عين التينة ومعراب وكليمنصو والرابية تنتهي اي قصة، والسؤال: أين كرم القلة؟ واين النوري واين طرابلس".
واعلن انه، "في السابق كانت طرابلس هي من تصنع الرؤساء، وبالاحرى لا يركب رئيس للجمهورية بلا طرابلس، فهل نرضى ان نكون تابعين؟ وكيف؟ ولماذا اقنعونا ان نكون درجة ثانية، وللأسف، الناس ارتضوا ان يكونوا درجة ثانية، يأتي شاب من آخر الدنيا ليختار نواب طرابلس ومعظمهم من خارج طرابلس ولا يستطيعون حتى انتخاب انفسهم، والناس راضية. وامام هذا الواقع لدينا فرصة جدية نتيجة قانون الانتخابات الاعوج اللئيم الذي اسميته لبن سمك تمر هندي، ورغم كل ذلك لدينا فرصة، وهذه فرصة تاريخية وحقيقية للتغيير. وعندما يكون النفط موجود ويمكن استخراجه في لبنان ومنشآت النفط لدينا معطلة وتستخدم فقط خزانات لا غير، اليس هذا استهدافا بالسياسة وبالامن والانماء، المحجر الصحي متوقف عن العمل، سوق الخضار رغم انتهاء العمل به متوقف، جسر بين كواليتي ان والبداوي بدأ العمل به مع برج خليفة في دبي، هم انتهوا من البرج الذي يحتاج الى وقت اطول ويبنون برج ثان اعلى من برج خليفة، وهذا الجسر العظيم لم ينته العمل به، الارث الثقافي في جبيل انتهى، وهل بدأ الارث الثقافي في طرابلس؟".
وقال:"اذهبوا لتروا كيف نفذوا الارث الثقافي في جبيل، وطرابلس تنتظر فوضى الارث الثقافي، وايضا المبنى الجامعي الموحد بدأ من عشرات السنين ونحن على الوعد ياكمون. كل ذلك يعني اننا نفتقد الى المرجعية السياسية، لا يوجد احد يتابع او يحاسب او يراجع، مدينة سائبة. نحن امام فرصة حقيقية للتغيير وتعديل القرار، وهذه الفرصة لا تأتي كيفما كان، بل تحتاج الى عض على الجراح وشجاعة منكم جميعا، لان هناك اناسا يتأثرون بالمال السياسي وانتم لستم منهم، واناس يتأثرون بالتحريض والعاطفة وبالشكل، ويجب اليوم ان نفكر جيدا. لقد جربنا الطبقة السياسية كلها وكل يوم نحن جميعا نسبهم ونشتمهم ونحضر تلفزيون الجديد ونسمع فضائحهم ونقول الله يلعن الساعة التي انتخبناهم فيها، وتأتي الانتخابات ويعود الناس لنفس القصة والاشخاص".
واضاف:"هنا المشكل ليس بالطبقة الحاكمة بل بالناس، واذا لم نغير، فلا يغير الله ما بالقوم حتى يغيروا ما بانفسهم، نحن نريد التغيير، نحن امام الواقع الاليم الذي تعيشه طرابلس، نقول في ظل هذا القانون لدينا فرصة حقيقية للتغيير، ولنكن شجعانا ولا نتأثر، ودعونا نجرب ونذهب للمرحلة الثانية. هناك اناس جاهزون للتصدي والاتيان بالمشاريع لمدينتها واعادة الهيبة الى مدينتها، وانتم جربتمونا، ومع احترامنا للجميع نحن لسنا كغيرنا، في ايامنا لم تكن طرابلس بهذه الحالة، نحن لم نعيش طرابلس بالنفايات. ايامنا كان زهر الليمون، وكان اسم طرابلس الفيحاء، هم عيشوا اهل طرابلس بالنفايات، وايام عمر كرامي عندما كان رئيسا للحكومة لم تنقطع الكهرباء دقيقة واحدة لمدة 9 اشهر، سألهم كم ساعة تنقطع الكهرباء في العاصمة، فأجابوا ولا دقيقة، فقال نحن في طرابلس يجب ان نكون مثلكم في بيروت، هذا في الشكل يثبت وجهة نظر معينة اننا قادرون".
واردف:"نتيجة كل مايجري في لبنان، ونتيجة التحالفات السياسية والتحريض الطائفي والحرص على عدم وقوع حرب اهلية في طرابلس، تم تركيب شيىء في لبنان اسموه الديمقراطية التوافقية، وهي تعني ان الكتل النيابية الموجودة في مجلس النواب هي نفسها الموجودة في مجلس الوزراء. فكل البلد موالاة والمعارضة خارج الحكم وخارج السلطة التنفيذية، وخارج مجلس النواب، وليس لها تأثير في الحياة السياسية. وكل ما نقوله ونصرح حوله ونضع الاصبع على الفساد والهدر لا يفيد، لان كل هذه الامور يتفق عليها 3 او 4 اشخاص في مجلس الوزراء وتسير في مجلس النواب، وهكذا تمشي كل القصص، ومثلا الموازنة الاخيرة، تحدث الكثير لوقت طويل عن الابراء المستحيل والابراء غير المستحيل، ولا يمكن اقرار الموازنة من دون قطع حساب، وهل احد يستطيع اقرار موازنة من دون قطع حساب".
وقال:"يا اخي احسبو اننا في دكان او سوبرماركت، لا يمكن العمل من دون قطع حساب آخر السنة، ايعقل ان لا احد يعلم كيف صرف 11 مليار في الدولة، باسم الطائفة ممنوع ان نتكلم او نعترض، هذه فرصتنا الحقيقية لادخال معارضة حقيقية الى مجلس النواب، واذا لم تستطع هذه المعارضة ان تغير، اقله تستطيع ايقاف هذا الهدر والفساد كما اسموه وهو بالواقع ليس الهدر والفساد، بل هو سرقة موصوفة والدليل على كلامي من يستطيع ان يشرح لي كيف لبلد عليها 80 مليار دولار باعتراف رئيس الجمهورية وعلى لسان غبطة البطريرك، كيف لبلد مفلس وانتم اصبحتم اصحاب المليارات واصحاب الطائرات الخاصة والمنازل والقصور والشعب اصبح فقيرا من يستطيع ان شرح لنا هذه المعادلة، والسؤال من اين لكم هذا؟ الشباب فلتوا ولا احد يستطيع ايقافهم، لذلك فرصتنا وفرصتكم دخول معارضة الى مجلس النواب لوقف هذا الاستهتار في عقول وضمائر الناس واموالهم؟".
وختم:"دائما اقول، اذا كنتم معجبين بسياسة ولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان، فنحن ايضا اذا وصلنا الى المعارضة جاهزون لتطبيق نظريته ونضعكم بالفينيسيا ونعدكم باعادة اموال الدولة للناس، لان المليارات التي صرفت والتي سرقت واهدرت هي ملك الدولة والناس ولبست ملككم الشخصي، فاهل التبانة والناس احق بهذه الاموال لانه مالنا. انا اشكر الاخ الدكتور جراح صديق والدي وعمي رشيد على هذا اللقاء المميز مع هذه النخبة، انت صديقنا وستبقى صديقنا، وان شاء الله، نفوز بكتلة نيابية كبيرة ونستطيع تغير البلد الى الاحسن، وشكرا لحضوركم".