أكد رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، في كلمة له خلال مهرجان خطابي تضامني لمناسببة الذكرى الخامسة لخطف مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم، بعنوان "لن ننسى لن نسكت"، "اننا نؤمن بانسان واحد حرّياته كرامته، في أنه المبتدأ والخبر، لذلك نحن ضدّ أي عنف أو قتل أو خطف اوكبت"، لافتاً الى "اننا نرفض الارهاب من أي جهة أتى لا نصفق لظالم ولا نسكت عن حق، كل تهجير كل ابادة كل ذبح وصمة عار علينا كلنا في أي زمان ومكان،على كل من يحمل شعلة القيم".
وتابع افرام بالقول "اننا نؤمن بشرق متنوع متعدد يحترم كل القوميات وكل الاديان والمذاهب على قاعدة المساواة والمواطنة والمشاركة في صناعة القرار الوطني، ونقدّم لبنان الوطن الرمز والكنز والرسالة في جوهره، ولوْ مع خطايا في الممارسة والنظام، صيغة فريدة للعيش الواحد الحرّ، ونؤمن أن المسيحيين في الشرق، ملحه وسكّره وهم مؤتمنون على تاريخ وثقافات وحضارات هم أصحاب الأرض لا نازحين لا وافدين لا لاجئين ودونهم يفقد الشرق والعروبة والإسلام جزءا من معناهم".
كما ذكر "اننا نؤمن أن قدرنا ليس الهجرة ولا بلاد اللهّ الواسعة، لا جواز سفر جديد، ولا كنائس نعمّرها في السويد أو أميركا أن مصيرنا ليس الذبح ولا الذمية ولا استجداء مساعدات، بلْ أن نكون منارات فكرية وعلمية منغرسين في النضال لأوطاننا من أجل حقوق كل انسان وكل جماعة، لذلك كله، نؤمن أن المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي ليسا حبرين صليبهما من حب الناس، ولا عبادتهما الخير، بل هما تجسيد واختصار لقضية مسيحيي الشرق، إنهما، في أغرب عملية خطف، مجهولا المصير، لا استشهدا فنطوبّهما قديسين، ولا طالب أحد بفدية أو تبادل او أعدناهما كما تليق بهما العزة.إنهما، مثل مسيحيي الشرق، ليسا على أجندة أحد، لا شرق ولا غرب، متروكان مهملان لمصيرهما"، منوهاً الى "اننا ونؤمن بأننا لن نسكت ولن نقبل لن نسامح ولن نغفر، لقد أردنا، رفيقي مروان ابو فاضل وأنا، باسم اللقاء الارثوذكسي والرابطة السريانية، ان يكون بيننا مدير عام الأمن العام، اللواء عباس ابراهيم ليس فقط لاننا نعتز بصداقة خاصة معه، ولا لأنه واحد من رجالات الدولة الذي يعطي صورة ناصعة عن اداء رسمي ، بلْ لانه حمل معنا، منذ اللحظة الأولى عبء هذا الملف، بالدقيقة والفاصلة وهو يطلعنا على كل تفصيل ويواكبنا في كل شاردة، وهو حبل الصرة الوحيد لنا. ولدينا ثقة مطلقة به وتاريخه من الراهبات الى دحر الارهاب سجل ناصع".
وأشار الى "اننا نؤمن أيضاً ان المطرانين قضية لبنانيّة لأن لبنان هو بذاته واحة مسيحيي الشرق ومركزاً
دائماً لحوار الاديان، ونؤمن ان المطرانين قضية عربية لأن العروبة مخطوفة معهما في رمزها ومعناها وان المطرانين قضية إسلامية لأن هناك من يحاول شيطنة هذا الدين عبر فكر جاهلي لا يمت لقيم العصر بأي صلة، ويسرق كتابه وآياته ويشوّهه"، موضحاً "أننا "نؤمن أن صراخنا لن يتوقف. لم يخطفهما لا شبح ولا جن. ولا نخاف من شياطين آخر الأزمنة"، داعياًُ "أطلقوا سراح المطرانين اكشفوا عن وجهكم او اعترفوا بما صنعت أيديكم أليس عند أحد الجرأة لاعلان الحقيقة، ونخاف ان نكون قصّرنا رغم كل حراكنا ولقاءاتنا والمؤتمرات والضغط. هل يمكن أن نصنع المستحيل،"، متسائلاً "كيف"؟
وشدد على أنها "قضية لن تموت كما شعوبنا كلنا المطرانان لسنا نعاجاً معّدين للذبح ولا للاختطاف ولا لنكون الضحايا يفجرون كنائسنا، يخطفون رجال ديننا وكادراتنا، يدنِّسون أديرتنا والمزارات، يمحون حتى لغتنا ويهمشوننا في السياسة، يقتلون أهلنا، يسرقون أرضنا وبيوتنا وممتلكاتنا، يدمّرون آثارنا"، لافتاً الى "اننا نؤمن ان الاحتضان الوطني للذكرى الخامسة لاختطاف المطرانين، اشارة لبنانية أننا مازلنا حملة قيم وثوابت، شاكرين رئيس الجمهورية ميشال عون".
ودعا المسيحيين الى "وقفة ضمير أمام التاريخ فيما هو أبعد من صراع على سلطة، إنه شرق على بركان، ليس لدينا ترف الاختلاف ولا التفرقة ولا الزواريب ولا العشائرية ولا المصلحية ماذا ينفعنا أن نربح مقعداً أكثر أو سلطة ونخسر الوطن، إما نتوحد لنحفظ مقعدا لنا على طاولة الشرق القادم، لنكون لاعبين وليس حجارة أو بيادق أو فيشاً في لعبة الأمم، نتوحّد ليس ضدّ أحد، ولا تعصباً ضدّ أحد بل من أجل الوطن والشرق، من أجل مصلحة الجميع، لأن لا وطن دوننا"، متسائلاً "مَنْ نحن؟ دون ذاكرة دون قضية؟ منْ نحن؟ دون ضمير"؟