نشرت صحيفة "الفاينشيال تايمز" تقريراً "تناولت فيه وضع المعارضين السوريين الذين تم إجلاؤهم إلى إدلب وتخوفهم من تعرضهم لهجوم من القوات السورية النظامية".
واشار عبد الله الحافي أحد المعارضين السوريين الذي عاش ما وصفته مرارة الحصار في الغوطة الشرقية قبل أن ينُقل بإحدى الحافلات هو وأسرته إلى إدلب - شأنه كشأن الآلاف من سكان المدينة. وقال الحافي (35 عاما) في حديث للصحيفة البريطانية إن "الخيار كان إما الموت في الغوطة أو الذهاب إلى إدلب التي تبعد نحو 300 كلم شمالي غربي العاصمة السورية". وأضاف "دُمر منزلنا ، وعشنا في القبو من دون طعام أو مياه نظيفة، وقبل مغادرة الغوطة عشنا في جحيم حقيقي"، مشيراً إلى أنه من الصعب "مغادرة أرضنا، إلا أن هنا نحيا حياة جديدة".
وذكرت الصحيفة إن "الحافي يعتبر واحداً من أكثر من 70 ألف معارض ومدني اختاروا مغادرة الغوطة الشرقية - المعقل الأخير للمعارضة المسلحة على مشارف دمشق - إلى إدلب، بموجب اتفاق موقع بين القوات الحكومية السورية وبين جماعة "فيلق الرحمن"، جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية في المنطقة". واوضحت أن الحافي "غادر الغوطة الشرقية بعد إحكام القوات السورية حصارها عليها وبعد مقتل 1500 شخص على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وتابعت أنه "يتخوف من شن القوات الحكومية السورية هجمات انتقامية على إدلب، وأوضحت أن أغلبية المعارضين السوريين تم إجلاؤهم إلى إدلب التي أضحت مكباً للمعارضين السوريين المهزومين". ونقلت الصحيفة مخاوف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أن تصبح إدلب الهدف المقبل الكبير للقوات السورية النظامية بعد مرور 7 سنوات على الحرب.
واشار الحافي الى انه "بعد المشاهد الرهيبة في الغوطة الشرقية، يتساءل العديد من السوريين في إدلب، هل جاء دورنا".